يمكن تسمية “ضجة” يوم الأربعاء 11 آب 2021 وهي خير حول موضوع القبض على فلورين كتسو وهو يقود سيارته في حالة سكر في أمريكا منذ 20 عاماً وكيف دخل لمدة يومين في السجن.
وتشمل هذه “الضجة” أي يشكل هذا الخبر من بين أمور أخرى بعض ال”مكونات” وهي: بياناً صحفياً حول الموضوع واعتراف فلورين كتسو بأن هذا ما حدث بالفعل، وردود الفعل الداعمة من أولئك في مجموعة PNL الموالية له والطلب العام الذي وجهه زعيم حزب PSD السيد مارتشيل تشيولاكو بأن يقوم كلاوس يوهانيس بمطالبة استقالة رئيس الوزراء لأن القوانين النافذة تمنع تعيين المحكومين كوزراء، والمواقف التي اتخذها بعض السياسيين وموجة من الكلمات على الفيسبوك وثرثرة لا حصر لها في التلفزيونات الإخبارية. وكل هذا وكما قلت، “ضجة”.
ومن المثير للاهتمام أن ما هو غير موجود في هذه ال”ضجة” هي ردود أفعال مجموعة مؤيدي أوربان بقيادة لودوفيك أوربان شخصياً الذي لم يقم بأي تصريحات بهذا الشأن. وكما هو متوقع، لم يعلق كلاوس يوهانيس (على الأقل حتى وقت كتابة هذا التعليق) ولا حتى بملاحظة على صفحته الشخصية على الفيسبوك Facebook. ولا أعتقد أنه سيقوم بأي تعليق بهذا الموضوع.
ومن يستفيد من كل هذا؟
مع خطر إصابة البعض بالذهول وإثارة غضب الآخرين، سأجيب: المستفيد هو فلورين كتسو نفسه.
أستبعد منذ البداية احتمال إقالة فلورين كتسو من منصب رئيس الوزراء أو التخلي عن السباق الانتخابي داخل الحزب. إن السياسيين والصحفيين مخطئون في تعريف فلورين كتسو بأنه “شخص جنائي” (عبارة مستخدمة في رومانيا لمن لديه ملف أو حكم جنائي باسمه) وباسمه سجل إجرامي. لم يكن الحبس ليومين، كما كان يحدث في بلدنا، نتيجة محاكمة جنائية، ولكن لحكم مباشر من قبل قاضٍ تحت عنوان “مخالفة” من أجل أن يستيقظ من سكره وفي ظروف آمنة ولكي يشعر بأنه كان مخطئاً وفقط. حتى ولو كان فلورين كتسو قد أدين جنائياً هناك، لا يمكننا وصفه بأنه مجرم في رومانيا بسبب حادثة وقعت قبل 20 عاماً وليس في بلدنا ولكن في أمريكا. لذلك من وجهة نظر قانونية لا يمكن إجبار فلورين كتسو على الاستقالة من منصب رئيس الوزراء. ومن وجهة نظر أخلاقية، كان من الممكن أن نتحدث عن التزام استقالته فقط إذا كان نفى الحادثة في المؤتمر الصحفي صباح 11 آب 2021 لكنه لم يفعل ذلك.
ومن وجهة نظر رئيس الوزراء، فإن الفضيحة لا يؤثر عليه. بالطبع، إذا كان نشر المعلومة ناتجاً عن مناورة ابتكرها القصر الرئاسي الروماني، لكان من المرجح أن فلورين كتسو كان سيستقيل فوراً دون نشر المعلومة في الصحافة. فيبقى السؤال في هذه الظروف هو: هل يؤثر نشر هذه المعلومة على السباق الانتخابي داخل PNL على ترشح فلورين كتسو؟
في الفترة التالية وكما كتبت من قبل، دخلت المعركة الانتخابية من أجل رئاسة الحزب مرحلة جمع الأصوات من قبل المرشحين من الـ 49 منظمة محلية. وصوتت 32 منظمة حتى الآن لصالح فلورين كتسو. ولن تصوت هذه المنظمات مع لودوفيك أوربان لمجرد نشر معلومة تفيد بأن فلورين كتسو قد تم القبض عليه وهو يقود سيارته في حالة سكر قبل 20 عاماً من قبل الشرطة الأمريكية وقضى يومين في السجن بسبب ذلك، بل سوف يجادل المؤيدون بأن فلورين كتسو قد قضى عقوبته ودفع الغرامة وكل شيء حدث بسبب عدم مسؤولية لعمر الشباب في أمريكا. وحتى المنظمات المحلية للحزب الخمس التي لم تعلق الحادثة ولم تعلن موقفها بدعم أحد المرشحين لن تميل لصالح لودوفيك أوربان في أعقاب الفضيحة.
لذلك، بقيت في الحساب فقط المنظمات الـ 12 التي صوتت فعلاً لصالح لودوفيك أوربان. وفي حالة هذه المنظمات قد يكون الكشف كارثيا ًعلى السيد أوربان وليس على السيد كتسو. كيف؟ يُنسب الإفصاح إلى لودوفيك أوربان أو مجموعته. وأراد فلورين كتسو أن يحدد ما يلي بوضوح: “من المثير للاهتمام أنه في أربع جولات انتخابية مع PSD كمنافس لم تظهر هذه المعلومات، ولكن تظهر الآن في المنافسة الداخلية في حزبنا PNL”. وماذا أراد فلورين كتسو أن يقول؟ على الرغم من أن المنافسين في السابق هم من PSD، إلا أنهم لم يتمكنوا من اللجوء إلى مثل هذا التصرف الواطئ. لكن تم النشر الآن عندما تجري المنافسة الداخلية في PNL وبين الزملاء. ويريد فلورين كتسو أن يوضح أن الفضيحة هو عمل مجموعة لودوفيك أوربان.
وتظهر هذه المعلومة في أعين أعضاء حزب PNL على أنه تم تجاوز الخط الأحمر من قبل المتنافسين في السباق الانتخابي والخيانة بين الزملاء. لقد تم بالفعل إصدار إشارات إنذار من قادة PNL والصحفيين اليمينيين مفادها أنها ذهبت المعركة الداخلية بعيداً وأنها قد تراجعت بالفعل إلى ما دون مستوى اللعب النظيف وأنها تخاطر بتدمير PNL. ومن يفعل ذلك؟ مجموعة لودوفيك أوربان.
لا نعرف من الذي أنشأ هذه الفضيحة. لكننا نعلم على وجه اليقين أن لودوفيك أوربان يظهر في أعين الليبراليين كمنافس قادر على أي ضرر للفوز بالمنافسة.
ولكي يخرج لودوفيك أوربان من السباق الانتخابي يكفي أن تقوم ثلاث منظمات من تلك التي قد أعلنت أنها تدعم أوربان بإعلان خلال المرحلة الثانية أنها انحازت إلى فلورين كتسو وغيرت رأيها وموقفها عندما رأوا الضرر الذي يمكن أن يقوم به أوربان.
وقد يكون الإفصاح عذراً جيداً لأولئك الذين تغيروا موقفهم (بسبب ضغوط النظام والرئيس يوهانيس) لخيارهم الجديد.
(المصدر: وكالة الأنباء ميديا فاكس – 12 آب 2021)