بعث الرئيس الروماني السيد كلاوس يوهانيس يوم الاثنين بتاريخ 23 آب 2021 بمناسبة يوم إحياء ذكرى ضحايا الفاشية والشيوعية برسالة نورد فيما يلي نصها:
“يشكل ذكرى ضحايا الأنظمة الشمولية الصرح غير المادي لرومانيا الحديثة.
وكان ميثاق ريبنتروب-مولوتوف السيئ السمعة والموقع في 23 آب 1939 بمثابة بداية مأساة دول أوروبا وهي الفترة التي مهدت الطريق لانتهاكات قاتلة ومزقت المناطق التاريخية عن طريق تقسيم أوروبا الوسطى والشرقية إلى مناطق نفوذ مختلفة. وحطم ما يسمى باتفاق عدم الاعتداء تطلعات ومثل الدول الأوروبية مما مهد الطريق للحرب العالمية الثانية مع تداعيات كارثية على البشرية كلها.
لقد غيرت الأنظمة الاستبدادية وجه الإنسانية مخلفة وراءها الموت والمعاناة وجروح عميقة. كما كانت عمليات الترحيل الجماعي والجرائم والمجاعة والتعذيب ونشر وتوزيع المعلومات المضللة والانتهاكات الصارخة للقانون مجرد بعض الأدوات المستخدمة لمحاولة تدمير المجتمعات الأوروبية بشكل منهجي. إن الخسائر في الأرواح البشرية والمعاناة الإنسانية وتشويه الأجيال وقمع أولئك الذين لا يرتاحون للأنظمة الاستبدادية وكذلك الخسائر المادية التي سببتها الحرب الجديدة هي النتيجة الوحشية لتلك الفترة المأساوية.
إن إحياء ذكرى ضحايا الفاشية والشيوعية وأولئك الذين ضحوا بأرواحهم وحريتهم في الكفاح من أجل الدفاع عن الحقوق والحريات الأساسية وأيضاً عن القيم والمبادئ الديمقراطية، هو بادرة إلزامية وضرورية لمنع التطورات السلبية في التاريخ. ويجب أن نحتفظ بذكرى ملايين الأشخاص الذين وقعوا فريسة للأنظمة الإجرامية غير الشرعية من خلال تثقيف الأجيال الشابة بروح القيم الديمقراطية الأوروبية.
إن نسيان الحقائق التاريخية وعرضها المشوه يمكن أن يجعل من الممكن تكرار أخطاء الماضي في أي وقت. ولا ينبغي لأحد أن يختبر مرة أخرى تلك الأعمال الشنيعة التي تنبع من ازدراء عميق لكرامة الإنسان. ولا شك في أن معرفة الحقيقة التاريخية وافتراضها ونقلها هي الطرق الوحيدة التي تحافظ الأمة الرومانية من خلالها على تمسكها بمنصة الأفكار والقيم الأوروبية والغربية فيجب أن يكون تقييم تكاليف أفعال الشمولية التي لا معنى لها دروساً مفيدة للمستقبل.
ونستحضر اليوم أيضاً الموقف الشجاع للملك الروماني مايكل الأول الذي كان مخلصاً للأمة الرومانية والذي وبمسؤولية ومثابرة، جنباً إلى جنب مع الجيش الروماني تمكن بتاريخ 23 آب 1944 من كسر التحالف السام مع ألمانيا النازية. دعونا نحافظ على الدرس المستفاد من تلك اللحظة التاريخية المهمة من القدرة السياسية كرمز للعمودية والوحدة والأخلاق.
نعيش حالياً في سياق يتميز بالتحديات المعقدة التي تتطلب إجراءات ملموسة من جانبنا ومن جانب الجميع. إن جائحة COVID-19 ليست فقط أزمة صحية غير مسبوقة بل أيضاً نقطة انطلاق للتضامن والوحدة استغلها قادة الرأي والسياسيون الشعبويون بمهارة. إن الأيديولوجيات الراديكالية وتمجيد الجلادين وكذلك التيارات المتطرفة ومحاولات تشويه التاريخ تهدد المجتمعات الديمقراطية على مستوى العالم وتخاطر بتقويض التقدم المحرز حتى الآن. وسوف يؤدي تجاهل هذه الأخطار إلى تضخيم هذه الهيدرا (حيوان خيالي ذو رؤوس كثيرة) التي تتغذى على اللامبالاة وعدم اتخاذ المواقف أمام التحديات.
إن سيادة القانون والقيم الديمقراطية والحقوق والحريات الأساسية والسلام والاستقرار هي خيرات تُكتسب على حساب الحياة. واجبنا المقدس هو الدفاع عنها ونقلها إلى الأجيال الشابة لأن مستقبلنا الديمقراطي يعتمد على مشاركتنا في العمل اليوم. دعونا نعارض بحزم وبقوة كل واحد منا وبشكل خاص معاً، أي محاولة لتقويض القيم الأوروبية والتخلي عنها.
إن اليقظة والمعاقبة السريعة لجميع الانزلاقات المناهضة للديمقراطية هي مواقف إلزامية لضمان تقدم رومانيا الأوروبية. وتم تحديد 23 آب، يوم ميثاق ريبنتروب – مولوتوف، من قبل البرلمان الأوروبي ومن خلال إعلان من عام 2008 باعتباره اليوم الأوروبي لإحياء ذكرى ضحايا النازية والشيوعية. كما أصدر البرلمان الروماني في عام 2011 القانون رقم 198 الذي حدد يوم 23 آب يوماً لإحياء ذكرى ضحايا الفاشية والشيوعية.
(المصدر: الموقع الإلكتروني للرئاسة الرومانية https://www.presidency.ro ، بتاريخ 23/08/2021)