أعلن السفير الروماني في واشنطن، أندريه مورارو، في مقابلة أجراها مع AGERPRES، أنه قدم تأكيدات للمستثمرين الأمريكيين، الذي شجعهم على القدوم إلى رومانيا، أن حالة عدم الاستقرار في السلطة التنفيذية في رومانيا لن يؤثر على تكوينها وتكوين بيئة الأعمال في البلاد.
وصرح: لقد أعطيت للجميع التأكيدات اللازمة على أن هذه الأزمة قصيرة الأمد، وأن الحكومة تعمل بشكل فعال وأن الرئيس يوهانيس والحكومة سيواصلان إدارة الشؤون العامة في رومانيا وأن عدم الاستقرار هذا، لا ينبغي أن يؤثر على بيئة الأعمال، وقال الدبلوماسي الروماني، أنه لا يوجد لدينا عدم استقرار تنفيذي بكل ما تعنيه الكلمة، وإنما لدينا تغيير في تكوين الحكومة، ومن وجهة النظر هذه، فإن الحكومة، بأي شكل من الأشكال، ستعالج الأمور وفقاً للقوانين.
وقال أيضاً إن العام المقبل يصادف الذكرى الخامسة والعشرين لتدشين الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ورومانيا ويمكن تكريمها إما بزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى بوخارست أو زيارة الرئيس كلاوس يوهانيس إلى واشنطن.
كما تحدث السفير الروماني في واشنطن في المقابلة حول برنامج الإعفاء من التأشيرة، موضحاً أن الهدف هو وصول رومانيا إليه بحلول عام 2024.
آجر برس: لقد تلقيتم مؤخراً أوراق الاعتماد كسفيرٍ لرومانيا، وتتمتع رومانيا والولايات المتحدة بشراكة استراتيجية قوية، لكنكم تريدون تعميقها، فعلى أي أبعاد؟
أندريه مورارو: تم إدراج الأبعاد التي نريد تعميق هذه الشراكة عليها، من ناحية، في هذا الإعلان المشترك للشراكة الاستراتيجية بين رومانيا والولايات المتحدة للقرن الحادي والعشرين، وأيضاً في الإعلان المشترك الأخير للرئيسين الروماني والأمريكي اعتباراً من عام 2019، والذي يضيف أبعاداً أخرى لهذه الشراكة الاستراتيجية، بدءاً من البعد السياسي والعسكري والأمني، وهو ما يعني، بالإضافة إلى تعاون قوي للغاية في هذا المجال، والذي تم الاتفاق عليه العام الماضي، مع زيارة وزير الدفاع الروماني لواشنطن واختتام اجتماع عسكري جديد وأيضاً إبرام خارطة طريق للفترة 2020-2030، بشأن وجود أمريكي قوي في رومانيا، اليوم، لدينا على الأراضي الرومانية، أكثر من 1.100 جندي وما نريده هو زيادة هذا الوجود العسكري، لدينا درع صاروخي في Deveselu، تم تشغيله بالكامل وتم نقله إلى قيادة الناتو قبل خمس سنوات، بالإضافة لقاعدة جوية مهمة جداً للولايات المتحدة، ولحلف الناتو، كما تستثمر الولايات المتحدة 130 مليون دولار هذا العام، وهو أكبر استثمار أمريكي هذا العام في أوروبا.
كما لدينا تعاون قوي فيما يتعلق بمكون الطاقة، وقعنا مذكرة أصبحت منذ ذلك الحين قانوناً، واتفاقية حكومية دولية بين الولايات المتحدة ورومانيا بشأن بناء مفاعلين نوويين جديدين في تشيرنافودا بحلول عام 2030، وتجديد المفاعل 1 في تشيرنافودا، وغداً سيلتقي وزير الطاقة الأمريكي جينيفير جرانهولم مع وزير الطاقة الروماني فيرجيل بوبيسكو في فيينا، لمناقشة كيفية التمويل وكيفية تنفيذ هذا الاستثمار في تشيرنافودا.
آجر برس: تحدثتم عن مشروع مفاعل تشيرنافودا، وهو مشروع أُعلن عنه خلال إدارة ترامب، ماذا سيحدث للمشاريع الأخرى التي أعلن عنها آنذاك، وهي إنشاء طريق سريع وخط سكة حديد لربط كونستانتسا بـ غدانسك؟ هل ستستمر؟
أندريه مورارو: التزام الولايات المتحدة بمبادرة البحار الثلاثة لا يزال قوياً للغاية، وفي القمة الأخيرة لهذه المبادرة، التي عقدت في صوفيا، بلغاريا، قبل بضعة أشهر، والتي حضرها أيضاً الرئيس كلاوس يوهانيس، كانت الولايات المتحدة حاضرة بوفد مهم للغاية، بالإضافة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكين الذين أرسلوا رسائل مسجلة، وكان هناك وفد من الكونجرس الأمريكي، ووفد من وزارة الطاقة، ووفد من وزارة الخارجية، إن هذه المشاريع لا تزال قائمة، تريد رومانيا تنفيذها في الفترة المقبلة، على وجه التحديد لأنها لا تتمتع فقط بأهمية تجارية استراتيجية وإنما أيضاً بأهمية عسكرية لأنها توفر النقل من غدانسك إلى كونستانتسا، وهو أمر أساسي لأمن الجانب الشرقي لحلف الناتو.
آجر برس: على الجانب الاقتصادي، تعد الولايات المتحدة من أوائل المستثمرين في رومانيا، البلد الذي يواجه حاليا أزمة حكومية، لقد أجريت بالفعل اجتماعات مع بعض المستثمرين الأمريكيين، كيف يرون الوضع في رومانيا؟ هل هم قلقون؟
أندريه مورارو: أعطيت الجميع التأكيدات اللازمة بأن هذه الأزمة لن تدم طويلاً، وأن الحكومة تعمل وأن الرئيس يوهانيس مع الحكومة سيستمران في إدارة الشؤون العامة في رومانيا وأن عدم الاستقرار هذا لا ينبغي أن يؤثر على بيئة الأعمال، لأنه ليس لدينا عدم استقرار تنفيذي أو تشريعي، لدينا تغيير في تكوين الحكومة، ومن وجهة النظر هذه، فإن الحكومة، بأي شكل من الأشكال، ستعالج الموضوع، لقد أكدنا لهم أنه، من وجهة نظرنا، لديهم كل الدعم لإجراء اتصال مباشر مع المسؤولين الرومانيين، بغض النظر عن هيكل الحكومة ولونها السياسي، ونحن نفعل كل ما في وسعنا لتشجيع المستثمرين الأمريكيين أو المستثمرين الرومانيين على متابعة كافة المشاريع المتفق عليها.
آجر برس: هل هناك فرص لنمو الاستثمارات الأمريكية في رومانيا؟
أندريه مورارو: لدينا إشارات مباشرة بأن هذه الاستثمارات في الفترة المقبلة ستتجاوز عتبة الـ 4 مليارات دولار في التجارة، كما يوجد لدينا إشارات أن الشركات الأمريكية المهمة تبحث عن فرص في رومانيا لإنشاء مناطق أُخرى لأعمالٍ ناجحة ونحن على اتصال بهم وعقدنا اجتماعاً مع مجلس الأعمال الروماني الأمريكي والتقينا بمسؤولين من شركات عديدة وأبدينا استعدادنا لاستقبال كل المستثمرين.
آجر برس: في جلسات الاستماع في اللجان البرلمانية، ذكرتم أنكم واثقون من أنه بحلول عام 2024، سيتم إدراج رومانيا في برنامج الإعفاء من التأشيرة، ما هي الفرص، في السياق الذي تكون فيه المشكلة هي معدل الرفض المرتفع للطلبات المقدمة من الرومانيين فيما يتعلق بمنح التأشيرات للولايات المتحدة؟
أندريه مورارو: نحن على ثقة تامة من أننا سنتخذ خطوات ملموسة في هذا الاتجاه، وكلما اقتربنا من عملنا، زادت سرعة دخولنا في هذا البرنامج، لن نشهد تطورات مذهلة بين عشية وضحاها، لكنني ما زلت مقتنعاً أنه بحلول نهاية عام 2024 يمكن أن تتاح لنا هذه الفرصة للدخول في هذا البرنامج، ربما بالحصول على الاستثناء من قبل الإدارة الأمريكية.
آجر برس: دعا الرئيس كلاوس يوهانيس نظيره الأمريكي جو بايدن لزيارة رومانيا، هل بدأت خطوات هذه الزيارة ومتى يمكن أن تتم؟
أندريه مورارو: كما تعلم، آخر زيارة لرئيسٍ أمريكي لرومانيا كان عام 2008، لجورج بوش في قمة الناتو في بوخارست، ولكن الآن الوباء يعرقل أو بالأحرى يقف عائقاً أمام تحركات أي مسؤول أمريكي، ولكن هناك خياران حالياً، إما زيارة الرئيس الأمريكي لبوخارست، أو زيارة الرئيس الروماني لواشنطن، الموضوع سيكون بلا شك فائدة كبيرة لكلا الجانبين بهدف تطوير العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية التي هي على أعلى مستوى في الوقت الحالي.
(المصدر: آجر برس، بتاريخ 22-9-2021)