✎ الصحفي دان تابالاغا
يا للدهشة، إنه أمر رائع! يسخر فلورين كتسو من وقت طويل لبلد بأكمله ولا أحد يوقفه.
كيف استطاعت شخصية سخيفة مثله، مكروهاً حتى من قبل الليبراليين في “الفريق الفائز” (كما يسمى فريق الليبراليين الذين يدعمونه) البقاء على قيد الحياة كرئيس وزراء مؤقت مثل سوبرمان حقيقي (إشارة إلى فيلم صغير نشره كتسو شخصياً على صفحته الفيسبوك يظهر سوبرمان يطير ووجهه مشابه لوجه فلورين كتسو) لمدة شهر ونصف وتخرب أي محاولة لتشكيل الحكومة؟ لماذا لا يستطيع الرئيس كلاوس يوهانيس وحزبه فعل أي شيء له؟
هل كتسو عبقري سياسي، موحِّد عظيم، ماهر للغاية، لدرجة أن يلعب بأصابعه بالدولة الرومانية بأكملها؟ أم أن الآخرين محدودون وضعفاء لدرجة أنهم يقف بطريقهم اليوم سياسي صغير تافه يصنعه بين حزبه عشية وضحاها ويقدمه للجماهير كسياسي عظيم؟
كان كتسو لمدة شهر ونصف يمنع أي محاولة لتشكيل حكومة جديدة ويضع شروطاً يستحيل قبولها من قبل شركاء التحالف المحتملين. إما لأنه يريد أن يقود شخصياً الحكومة من منصب رئيس الوزراء، أو يريد وضع منصب نائب رئيس الوزراء ووزير المالية في أيدي حزبه وحده في حكومة محتملة بقيادة PSD.
من خلال موقفه كمخرب احترافي أطال كتسو الأزمة السياسية إلى ما هو أبعد من أي حدود، لكنه تمكن من الحفاظ على منصبه كرئيس وزراء مؤقت. كيف وصلنا إلى هذا المأزق؟
في البداية وقبل كل شيء، ليس لدى الليبراليين من “الفريق الفائز” الشجاعة ليقولوا “توقف!” أو “كفى!” لأن هذا يعني الاعتراف بأنهم ارتكبوا خطأً فادحاً بانتخاب كتسو رئيساً لحزبهم PNL في المؤتمر بتاريخ 25 أيلول. إن الفريق الفائز، المكون من أربعة نواب لرئيس ليبراليين لا يمكنهم ترك كتسو ينزل من بين ذراعيهم لأنه مثل هذه الحركة ستجعل كلاوس يوهانيس في وضع حساس.
حتى أنهم سئموا من كتسو لكنهم ما زالوا لا يبدون مصممين على الدخول في معركة مفتوحة مع زعيمهم على الأرجح لأنهم لم يتلقوا الضوء الأخضر من القصر الرئاسي. ومع ذلك، فإن لديهم القليل من الوقت للعمل قبل أن يبقى الغبار فقط من PNL الذي انهار بالفعل في استطلاعات الرأي.
وحاول أميل بوك وبشكل خفيف وبأناقة ليلة الثلاثاء أن يقترح “مرونة التفويض” للتفاوض على اسم رئيس الوزراء غير كتسو، لكن كتسو تجاهله ولم يقدم الاقتراح للتصويت. ولم يكن لدى نواب الرئيس الأوائل ولا ليبراليون آخرون الشجاعة لمواجهة زعيمهم كتسو المريض الذي يجرهم جميعاً إلى الهاوية.
كما لا يمكن لرئيس الدولة أن يميز نفسه عن رئيس PNL الذي أيده ونصبه على رأس الحزب قبل شهرين. ويبدو أن كلاوس يوهانيس فخوراً جداً لدرجة أنه لم يعترف أبداً بأنه أجرى هذه الانتخابات الكارثية. إن الأزمة السياسية كلها بسببه، وبدأت من لا شيء ومن طموح غبي: فقد خسر كل شيء تقريباً في نهاية سلسلة طويلة من الأخطاء.
ومن ناحية أخرى، طلب كلاوس يوهانيس من الليبراليين القدوم إلى قصر كوتروتشين الرئاسي باقتراح متفق عليه مع PSD من أجل عدم المخاطرة بفشل جديد. ونتيجة لذلك فعل فلورين كتسو كل ما في وسعه لتفكيك أي اتفاق محتمل واستغرق ذلك وقت طويل واكتسب ذلك الوقت بالضبط على أمل أن الوقت يحل كل شيء. ومن المحتمل جداً أن رئيس PNL لا يزال يستخدم سلطته كرئيس للوزراء، حتى ولو مؤقتاً لإخماد أي أصوات منتقدة في الحزب بأداة فعالة جداً يستخدمها جميع رؤساء الوزراء: الأموال من الميزانية. وهذا الوضع لم يعد من الممكن أن يستمر وهو الوضع الذي يتم فيه تجميد دولة بأكملها خلال أزمة صحية بسبب الطموحات السخيفة لسياسي منتهي. يجب أن يكون هناك شخص يوقف سوبرمان. يتطلب الأمر بعض الحزم ضمن PNL لإغلاق هذا الفصل القبيح في تاريخهم بسرعة، وإلا سينتهي بهم الأمر في مقبرة التاريخ.
(المصدر: الموقع وكالة ميديافاكس للأنباء https://www.mediafax.ro ، بتاريخ 18/11/2021)