أدى العمل عن بعد والهجين إلى زيادة الإنتاجية قصيرة الأجل لمعظم الشركات على مستوى العالم، بما يتجاوز الأهداف المحددة، ولكن ثقة الموظفين في أصحاب العمل تراجعت، ويرجع ذلك جزئياً إلى الإرهاق، حيث فشل العديدون في تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية وحجم العمل. وفقاً لاستبيان حول مستقبل العمل المهارات الذي أجرته شركة برايس ووترهاوس كوبرز PwC.
وقال ما يقرب من 60٪ من المجيبين على الاستطلاع إن مؤسستهم كان أداءها أفضل بالمقارنة بأهداف أداء الموظفين وأهداف الإنتاجية خلال الاثني عشر شهراً الماضية، وكان أداء فقط 4٪ منهم أضعف بكثير. ومع ذلك، تراجعت ثقة الموظفين، حيث أشار 31٪ فقط من المديرين العامين وممثلي الموارد البشرية بحزم إلى وجود مستوى عالٍ من الثقة في مؤسستهم بين الموظفين ومديريهم المباشرين.
وفي الوقت نفسه، لا يعتقد ما يقرب من ثلاثة أرباع (74٪) المستطلع آراءهم أن بإمكان الناس إدارة عبء العمل والوقت الشخصي بشكل فعال.
وقال دينو بومباشيا الشريك المدير القطري لبرايس ووتر هاوس كوبرز رومانيا PwC: “إن الحفاظ على إنتاجية الموظفين وزيادتها منذ الوباء، في ظروف العمل عن بعد، فاجأ المنظمات التي كانت لديها توقعات متشائمة في البداية. ولكن، مع مرور الوقت، بدأت طريقة العمل الجديدة في إظهار بعض أوجه القصور. صعوبة إدارة العمل والمسؤوليات الأسرية بالتوازي، على سبيل المثال، وعدم وجود تفاعل وجهاً لوجه مع الزملاء، وعدم اليقين الاجتماعي الناتج عن الوباء ليست سوى عدد قليل من العوامل التي تفسر الموجة العالمية من الاستقالات وتراجع التعلق بأصحاب العمل. وفي الدراسة الاستقصائية، قال ما يقرب من 40٪ من القادة أن الثقة بين الموظفين ومديريهم مهمة للغاية. وتحتاج الشركات إلى إيجاد نوع من التوازن بين طريقة العمل وصحة الناس من خلال نهج قائم على المعطيات لفهم ولمنع الأسباب التي قللت من قدرة الاحتفاظ بالموظفين “.
ويشير التقرير إلى أن الإرهاق أصبح وباء في حد ذاته، معترف به رسمياً كمرض من قبل منظمة الصحة العالمية. ويستقيل الموظفون المتعبون والقلقون بعدد قياسي من الوظائف حول العالم. في الولايات المتحدة وحدها، ترك 20 مليون شخصاً وظائفهم بين شهري نيسان وآب 2021، وفقاً لمكتب إحصاءات العمل. وفي المملكة المتحدة، أفاد مكتب الإحصاء الوطني بوجود أكثر من مليون وظيفة شاغرة في آب 2021.
وستستمر الرقمنة في كونها مصدر قلق للشركات، كما أنها مصدر قلق للموظفين أيضاً، لأن معظم المؤسسات، لا تفهم، من ناحية، مخاطر استبدال العمل البشري بالتكنولوجيا، ومن ناحية أخرى، يخشى الناس على وظائفهم.
وقال 21٪ فقط من المشاركين في الاستطلاع إنهم يستطيعون تحديد المخاطر، وربعهم فقط أبلغوا الموظفين بشكل واضح ومتسق حول تأثير الأتمتة والذكاء الاصطناعي.
وقال ثلث المديرين التنفيذيين أيضاً الذين شملهم الاستطلاع أنه من المهم جداً تحديد المهارات التي ستحتاجها المنظمة في المستقبل بسبب التغيرات التكنولوجية، وقال 26٪ فقط إنهم يستطيعون القيام بذلك في الوقت الحاضر.
وبخصوص الموظفين، يجب على الشركات التواصل باستمرار، وأن توفر فرص لتطوير الوظائف في المستقبل لدعم قابلية التوظيف طويلة الأجل لأفرادها.
تم إجراء الاستطلاع في أيلول 2021 على حوالي 4000 رئيس تنفيذي ومدير تنفيذي للموارد البشرية من 28 صناعة و26 من الأقاليم.
وأما مجموعة برايس ووتر هاوس كوبرز PwC فهي شبكة من الشركات الموجودة في 156 دولة مع أكثر من 295.000 متخصص يقدمون خدمات عالية الجودة في مجال التدقيق والاستشارات الضريبية واستشارات الأعمال.
(المصدر: وكالة الأنباء آجيربرس، بتاريخ 23/11/2021)