شارك وزير الخارجية الرومانية بوغدان أوريسكو يوم الاثنين 13 كانون الأول 2021 في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المنعقد في إطار مجلس الشؤون الخارجية (EAC) الذي عقد في بروكسل.
وأجرى وزراء الخارجية الأوروبيون تبادلاً جوهرياً لوجهات النظر حول عدد من قضايا الساعة مثل التطورات في أوكرانيا والوضع في بيلاروسيا وقضية قبرص (فاروشا) وإثيوبيا. كما تناولوا في الوقت نفسه العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا وآسيا الوسطى والوضع في فنزويلا.
وشارك الوزير بوغدان أوريسكو إلى جانب نظرائه في الاتحاد الأوروبي على هامش اجتماع مجلس الشؤون الخارجية في إفطار عمل غير رسمي مع المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول حول الجوانب الجيوسياسية للطاقة. كما شارك الدبلوماسي الروماني في 12 كانون الأول 2021 في حدث مع ممثلي المعارضة الديمقراطية في بيلاروسيا استضافه الممثل السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل وافتتحه رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل. وشارك في الوقت نفسه في غداء عمل لوزراء خارجية أوروبا مع وزير خارجية دولة قطر.
وبشأن الوضع في أوكرانيا أعرب الوزير بوغدان أوريسكو مثل وزراء الخارجية الأوروبيين الآخرين عن قلقه إزاء التطورات الأمنية على الحدود الشرقية لهذه الدولة مع روسيا الأمر الذي يثير مخاوف على المستوى الأوروبي والأوروبي – الأطلسي مع انعكاساتها على منطقة البحر الأسود. ودعا المسؤول الروماني إلى استجابة مناسبة من قبل الاتحاد الأوروبي الذي يجب أن يبقى موحداً وحازماً ومن الضروري إرسال رسالة واضحة حول إجراءات التصعيد ودراسة خيارات عمل الاتحاد الأوروبي بما في ذلك العقوبات إذا لزم الأمر، في حالة استمرار روسيا لتصعيد موقفها في المنطقة. كما شدد الوزير الروماني على أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يدعم حق أي دولة في اختيار مسار سياستها الخارجية والأمنية.
وناقش وزراء الخارجية الأوروبيون أيضاً الوضع الداخلي في بيلاروسيا واستغلال الهجرة من قبل نظام مينسك على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي. ورحب الوزير بوغدان أوريسكو في 2 كانون الأول 2021 باعتماد تدابير إضافية ضد بيلاروسيا على النحو المتفق عليه في اجتماع لجنة الطاقة الذرية في 15 تشرين الثاني.
وفيما يتعلق بإدارة حالة الهجرة، شدّد الوزير على أهمية مواصلة الجهود فيما يتعلق ببلدان المنشأ والعبور من أجل منع الزيادات المحتملة في عدد المهاجرين في بيلاروس. وذكّر المسؤول الروماني في الوقت نفسه بأن الوضع الداخلي في بيلاروسيا والذي يستمر في التدهور يجب أن يوضع في الاعتبار باستمرار. وشدّد على أهمية إبقاء التطورات في بيلاروسيا على جدول أعمال الاتحاد الأوروبي، وأعرب عن تقديره بشكل خاص للتفاعل مع ممثلي المعارضة البيلاروسية في 12 كانون الأول. وجدّد في تلك المناسبة قلقه إزاء تدهور الوضع الداخلي في هذه الدولة، واستمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ورحب بتطلعات والتزام مواطني جمهورية بيلاروسيا بالقيم الديمقراطية والحريات المدنية. كما قال بوغدان أوريسكو خلال نقاش 12 كانون الأول إن رومانيا تعتزم تقديم مساهمة طوعية ثانية من خلال الصندوق الأوروبي للديمقراطية (بعد مساهمة 100.000 يورو في عام 2020) لدعم وسائل الإعلام المستقلة والمجتمع المدني ومنصة المساءلة الدولية لبيلاروسيا وكذلك الاستمرار في تقديم المنح الدراسية للطلاب المضطهدين من قبل نظام لوكاشينكو. وأشار أيضاً إلى مبادرة 2020 للرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، جنباً إلى جنب مع نظرائه البولنديين والليتوانيين، لوضع خطة دعم لبيلاروسيا الديمقراطية والتي تم تطويرها بعد ذلك من قبل المفوضية الأوروبية وتم الإعلان عنها في أيار 2021.
كما جرت المناقشات حول العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا في الفترة التي تسبق قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي (17-18 شباط 2022). وأعرب المسؤول الروماني عن دعم رومانيا لتطوير الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا بطريقة استراتيجية مع التركيز على المبادرات الملموسة والنتائج الجوهرية لصالح القارتين. كما كان يؤيد اعتماد استراتيجية شاملة جديدة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي في القمة إلى جانب نظرائه الأوروبيين.
وشدّد وزير الخارجية الروماني على أن التعليم هو أحد أكثر الأدوات فعالية لتحقيق الانتعاش الاجتماعي والاقتصادي المستدام، بما في ذلك جائحة ما بعد كوفيدـ19، وكذلك لبناء المرونة المجتمعية ومكافحة التحديات التي تواجه هذه القارة. ومن وجهة النظر هذه، طلب تخصيص قسم منفصل لهذا الموضوع في بيان قمة شباط القادم. كما شدّد على الحاجة إلى إعطاء الأولوية لقضايا الشباب بما في ذلك ما يتعلق بالهجرة والضغوط الديموغرافية.
ورحب الوزير أوريسكو أيضاً باعتماد عقوبات اليوم على مجموعة Wagner والتي تأخذ في الاعتبار أعمالها المزعزعة للاستقرار في إفريقيا وكذلك في أوكرانيا.
وفيما يتعلق بالعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وآسيا الوسطى، دعا الوزير بوغدان أوريسكو إلى زيادة مشاركة الاتحاد الأوروبي في المنطقة، نظراً لأهميتها فيما يتعلق بأهداف السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي بناءً على استراتيجية الاتحاد الأوروبي الخاصة بآسيا الوسطى التي تم تبنيها أثناء تولي رومانيا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي (2019) والذي يوفر الإطار المناسب لتطوير هذه العلاقات.
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي ودول المنطقة تشترك في مخاطر مشتركة ولكن هناك أيضاً إمكانات تنموية كبيرة مؤكداً على أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يدعم زيادة صمود دول المنطقة. وأشار إلى المجالات التي يمكن أن يحقق فيها الاتحاد الأوروبي قيمة مضافة، بما في ذلك مجال دبلوماسية المياه، الذي شاركت فيه رومانيا لسنوات عديدة. كما سلط الضوء على دور منطقة آسيا الوسطى في تطوير الاتصال بما في ذلك في إطار استراتيجية البوابة العالمية للاتحاد الأوروبي (التي تم إطلاقها في 1 كانون الأول 2021) مشيراً في السياق إلى مشروع كابل الألياف البصرية للبحر الأسود وجورجيا وآسيا الوسطى.
وفيما يتعلق بأفغانستان، أشار الوزير الروماني إلى المساهمة التي يمكن أن تقدمها هذه الدول لإدارة فعالة للوضع بالنظر إلى المخاوف المماثلة واستعدادها للتعاون مع الاتحاد الأوروبي لمنع العواقب الناتجة عن الوضع في أفغانستان.
ورحب الوزير بوغدان أوريسكو خلال غداء عمل مع وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بدور الوسيط الذي تتخذه الدولة كمساهمة مهمة في الجهود الدولية لضمان الأمن والاستقرار في منطقة الخليج والشرق الأوسط الممتد. وأشار إلى الدور المهم الذي تلعبه قطر في تسهيل العلاقة بين “سلطات الأمر الواقع” في كابول والمجتمع الدولي وأعرب عن تقديره لدعم الدولة لإجلاء الرعايا الأجانب بمن فيهم الرومانيون من أفغانستان وكذلك الأفغان المدنيين في شهر آب من هذا العام. وأشار إلى فرصة المشاركة المشتركة للاتحاد الأوروبي ودولة قطر في مشاريع إعادة الإعمار في دول الشرق الأوسط المتضررة من النزاع لاستكشاف إمكانية تنسيق جهود الوساطة بين الفاعلين الدوليين.
وبمناسبة الإفطار غير الرسمي مع المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة فاتح بيرول، الذي استضافته بلجيكا نيابة عن دول بنيلوكس وتم تنظيمه على هامش اجتماع مجلس الشؤون الأوروبية، قدّم الوزير بوغدان أوريسكو تقييم رومانيا لمخاطر استخدام الطاقة للأغراض الجيوسياسية لتحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في تنويع مصادر الطاقة وطرقها عبر الاتحاد الأوروبي وتقليل الاعتماد على الجهات المعادية لنظام القيم الأوروبي. كما أشار وزير الخارجية الروماني إلى ضرورة بذل الجهود لتحقيق أهداف المناخ في ضوء ضرورة ضمان أمن الطاقة والقدرة التنافسية لدول الاتحاد الأوروبي. وأشار في هذا السياق إلى أهمية الطاقة النووية واستكمال المفوضية الأوروبية للتصنيف مع إدراجه وكذلك الاتفاق الأخير بين رومانيا والولايات المتحدة بشأن المفاعلات النموذجية الصغيرة وإمكانياتها الكبيرة بالنسبة لرومانيا وإقليميا.
كما سلط الضوء على الحاجة إلى دعم شركاء الاتحاد الأوروبي في تعزيز قدرتهم على الصمود في هذا المجال، مشيراً إلى أزمة الغاز الأخيرة في مولدوفا.
كما قدم الممثل السامي بوريل لمحة عامة عن حالة المفاوضات مع إيران بشأن العودة إلى خطة العمل المشتركة والشاملة.
(المصدر: الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الرومانية mae.ro ، بتاريخ 13/12/2021)