بعث الرئيس الروماني السيد كلاوس يوهانيس يوم الأربعاء بتاريخ 22 كانون الأول 2021 برسالة بمناسبة يوم انتصار الثورة الرومانية والحرية في عام 1989. ونورد فيما يلي نص الرسالة:
“يمثل شهر كانون الأول1989 علامة فارقة لأجيالنا ونقطة الصفر في التاريخ الحديث التي غيرت مصير رومانيا بشكل جذري حيث انتصرنا في النضال من أجل الحرية والكرامة ضد دكتاتورية شائنة وهو انتصار تم دفع ثمنه بدماء الكثير من الشباب الرومان.
لذلك يبقى يوم انتصار الثورة الرومانية والحرية مثقلاً بألم فقدان أولئك الذين ضحوا بحياتهم من أجل أمتنا لتجاوز الماضي المظلم للشيوعية. وهذا هو اليوم الذي أدعو فيه جميع مواطني رومانيا إلى تكريم ذكرى الضحايا والاعتزاز بتضحياتهم الكبرى وفي الوقت نفسه إعادة تأكيد التزامنا الراسخ بالدفاع عن سيادة القانون والحرية ودولة القانون والحقوق الأساسية للمواطن.
ومهّد شهر كانون الأول 1989 الطريق لبلدنا للديمقراطية وسمح بالاندماج في الناتو والاتحاد الأوروبي وإبرام الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وتصنيف رومانيا كمزود أمن إقليمي. ولم يكن أي من هذا ممكناً لولا ثورتنا المناهضة للشيوعية.
ووقف الرومانيون قبل 32 عاماً بحزم في وجه الدبابات والرصاص مدفوعين برغبة واحدة: تحرير رومانيا من الديكتاتورية التي حطمت بوحشية المسار الديمقراطي لبلدنا. وفشل النظام الشيوعي في إبادة المعارضة الرومانية أو تهدئة ضمائرهم أو خنق الأمل! عاش الكثيرون على قناعة بأن الأهوال ستنتهي وكان هناك أناس شجعان تصرفوا وعانوا من أجل استعادة بلدنا حريته.
إن الحنين إلى الشيوعية الذي يرغب البعض في إحيائه في الحاضر هو محاولة ساخرة لاستغلال مخاوف وقلق الرومانيين الناتج عن فترات عدم اليقين التي نمر بها الآن. لكن في الواقع أثبتت الشيوعية أنها مدمرة وأنشأت دكتاتورية شرسة مما أدى إلى تخلف رومانيا وخلق فجوة كبيرة مع أوروبا الغربية. لا تحل الشعارات والخطابات محل التنمية الاقتصادية المستقرة أو الرؤية لمستقبل مزدهر لكل مواطن. بل يرتبط مسار بلدنا ارتباطاً وثيقاً بالقيم الديمقراطية، وإن الأخطاء التي ارتكبت في هذه العقود الثلاثة لا تعني أننا بحاجة إلى النظر بتساهل إلى الماضي القريب ومع هذه الأخطاء بل إننا بحاجة إلى أن نكون أكثر مسؤولية وانتباهاً لتعزيز السياسات لتلبية احتياجات جميع مواطنينا.
لا يمكن ترسيخ مستقبل رومانيا الديمقراطي دون اكتشاف الأجيال الشابة للتاريخ الحقيقي وإدراك أهوال النظام الشيوعي. يجب أن يُفهم النضال من أجل الحرية وكرامة الأسلاف بقيمته الحقيقية وأن يستمر دون انقطاع. إن الدفاع عن الحقوق الأساسية والمبادئ الأوروبية التي نرتبط بها اليوم واجب مدني لا يجوز لنا التنازل عنه أبداً ولا ثانية من أي وقت!
ويجب أن يتقاطع تذكر الحقائق واستحضار الأبطال مع التحمل الصحيح للماضي وهذا يفترض أولاً وقبل كل شيء إقامة العدل. ولسوء الحظ، فإن اكتشاف الحقيقة ومعاقبة جميع المسؤولين عن فظائع كانون الأول 1989 هي من مخلفات العدالة الرومانية التي لا تُغتفر. وبعد 32 عاماً من الثورة الرومانية من العار ألا يدفع أحد ثمن ضحايا تلك المذبحة الرهيبة. يجب ألا يرتاح القضاء الروماني حتى يتم التعرف على مرتكبي شهداء الثورة ومحاسبتهم.
وسأواصل وبصفتي رئيساً لرومانيا بنفس التصميم الدفاع عن مُثُل الثورة والدعوة إلى مجتمع حديث وقوي وشامل. رومانيا الحرة التي ضحى أبطالنا من أجلها هي البلد الذي تسود فيه حقوق الإنسان والحريات الأساسية المكان الذي يتم فيه تحقيق العدالة من خلال عدالة مستقلة ومسؤولة أمام المجتمع والتاريخ.
دعونا نحافظ دائماً على ذكرى أبطال ثورة كانون الأول 1989 ونعمل معاً، يوماً بعد يوم، لتحقيق المُثل التي ضحوا بأنفسهم من أجلها!
(المصدر: الموقع الإلكتروني للرئاسة الرومانية https://www.presidency.ro ، بتاريخ 22/12/2021)