نص رسالة وزير الخارجية بوغدان أوريسكو بمناسبة الذكرى 15 لانضمام رومانيا إلى الاتحاد الأوروبي:
يصادف اليوم مرور 15 عاماً على انضمام رومانيا إلى الاتحاد الأوروبي، إذا نظرنا إلى الوراء في الفترة بأكملها منذ هذه اللحظة التاريخية، فأنا مقتنع بأن عضوية الاتحاد الأوروبي قد قدمت لمواطني رومانيا والرومانيين معالم مسار لا رجعة فيه للتقدم الديمقراطي، على افتراض القيم والمبادئ التي يقوم عليها الاتحاد، والمبادئ الاقتصادية، والتنمية الاجتماعية، والتضامن والعمل النشط في تعزيز السياسات والإجراءات التي تعطي جوهر المشروع الأوروبي، إن الثقة التي أولتها الغالبية العظمى من المواطنين الرومانيين باستمرار للاتحاد طوال هذه الفترة والتي يواصل إظهارها، على الرغم من التحديات الحالية المتعددة، تعكس الروح الأوروبية للمجتمع الروماني اليوم.
لا يزال التأثير الإيجابي للاتحاد في الحياة اليومية للرومانيين كبيراً، ويمكن إدراكه إما بشكل مباشر، من خلال المشاريع التي تنفذها رومانيا بتمويل أوروبي أو من خلال الممارسة المباشرة للحريات الأوروبية، أو بشكل غير مباشر، من خلال الارتباط الأوروبي وتحديث المجتمع للاقتصاد الروماني نتيجة لمشاركتنا في العمليات الأوروبية.
في الآونة الأخيرة، كان لدينا دليل جديد على القيمة المضافة لعضوية رومانيا في الاتحاد، وأهمية الوحدة والتضامن الأوروبيين، في سياق إدارة جائحة كوفيد-19، ومن خلال الوحدة والعمل المشترك، تمكنا، مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الأوروبية، من الحد من الآثار السلبية لهذه الأزمة وإرساء أسس الانتعاش الاقتصادي في أوروبا، وفي الوقت نفسه، من خلال التعاون الأوروبي وآليات إدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي، تمكنا من إعادة آلاف المواطنين الأوروبيين بأمان، بمن فيهم الرومانيون، الذين أثرت بهم جائحة كوفيد-19 في أجزاء مختلفة من العالم.
كما أتاح التنسيق والعمل المشترك على المستوى الأوروبي حلولاً ممكنة لصالح جميع الدول الأعضاء، بما في ذلك رومانيا، للحد من الآثار السلبية للوباء على عمل السوق الداخلية وتوريد السلع، في ضمان الحرية والسلع، وأخيراً وليس آخراً، تسهيل الحصول على اللقاحات والأدوية والمعدات الطبية.
وتؤكد هذه الحقيقة مجدداً أن عضوية رومانيا في الاتحاد لا تُبنى على الرفاهية والأمن والدعم فقط، بل تُبنى على المسؤولية أيضاً، واستجابت رومانيا بدورها بالتضامن والمشاركة النشطة في إدارة الأزمات، وساعدت الدول الأعضاء والشركاء المجاورين للتغلب على التحديات الحالية، كما أننا نشارك بنشاط في التفكير في السبل التي يمكننا من خلالها تعزيز مرونة الاتحاد في مرحلة ما بعد الأزمة، في مجالات متعددة، بحيث يمكن لأي أزمة أخرى محتملة في المستقبل أن تجد الاتحاد والدول الأعضاء فيه جاهزة ومنسقة.
وبصفتها دولة عضو مسؤولة ومشاركاً، يجب أن تساهم رومانيا ليس فقط في تعزيز عمل الاتحاد داخلياً، وإنما أيضاً على الصعيد العالمي، وهو أحد الأهداف الاستراتيجية المتفق عليها على أعلى مستوى في الاتحاد، وتواصل الدبلوماسية الرومانية العمل من أجل اتحاد قوي محلياً وعالمياً، ملتزمةً باستمرار أكثر لإدارة فعالة للعمل الروماني داخل الاتحاد، في انسجام تام مع أهداف سياستنا الخارجية.
نحن نعمل على منطق هذا الهدف مع اقتناعنا بأن وجود اتحاد أوروبي أقوى ضروري أيضاً للازدهار والاستقرار الإقليميين، وفي عملية التوسيع، التي تدعمها رومانيا بنشاط، يجب أن يبقى باب الاتحاد مفتوحاً للشركاء الذين يظهرون إرادة حقيقية للالتزام بقيمنا المشتركة والذين يبذلون جهوداً متسقة في هذا الصدد.
وفي الوقت نفسه، كما قلت من قبل، لن يصبح الاتحاد الأوروبي لاعباً عالمياً إلا إذا نجح في أن يصبح فعالاً ومؤثراً بشكلٍ حقيقي في جواره المباشر، وهذا هو السبب في أن مشاركة الاتحاد الأوروبي وعمله الفعال في جواره الشرقي والجنوب ضروريان للغاية، وبهذه الطريقة، سيتمكن الاتحاد الأوروبي من خلق فرص إضافية للاستقرار الديمقراطي والتقدم الاجتماعي والاقتصادي والازدهار، وبالمثل، فإن الشراكة عبر الأطلسي، وتقوية علاقات الاتحاد الأوروبي مع شركائنا العالميين، وتاريخنا المشترك أولاً وقبل كل شيء مع الولايات المتحدة، تساعد في بناء عالم أقوى وأكثر أماناً.
بعد 15 عاماً من انضمام رومانيا إلى الاتحاد الأوروبي، لدينا يقين من أن مستقبل رومانيا مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمستقبل الاتحاد الأوروبي، سنكون قادرين على تكوين اتحاد أوروبي أكثر تماسكاً وموحداً حول القيم المشتركة المنصوص عليها في معاهدات الاتحاد الأوروبي، وأكثر ازدهاراً وأقوى على المستوى الإقليمي والعالمي، من أجل المنفعة المباشرة لجميع المواطنين الأوروبيين عامةً والرومانيين خاصةً.
(المصدر: وزارة الخارجية الرومانية، بتاريخ 1-1-2022)