✎ يون كريستيو
قام الصحفي بإنشاء قائمة ببعض الأسئلة الهامة التي بقيت في نهاية عام 2021 دون جواب وفيما يلي نص المقال:
- هل كان تفكك تحالف PNL و USRPLUS و UDMR واستبداله بتحالف PNL و PSD و USRPLUS و UDMR الجديد من خلال إحضار PSD إلى الحكم نتيجة خطة مسبقة أم أنه كان أمر حدث بالصدفة؟
ملاحظة – أشير دائماً إلى أن هناك فرق كبير بين معلق الأحداث والمؤرخ. فالمؤرخ يُعرّف ما حدث في نهاية سلسلة من الأحداث، أما المعلق، الذي أطلقتُ عليه “مؤرخ اللحظة“، لا يعرف عندما يعطي رأيه حول الحدث ماذا ستكون نهايته.
كانت رومانيا بين 1 أيلول 2021 و25 تشرين الثاني 2021، مسرحاً لسلسلة من الأحداث الفريدة في فترة ما بعد ثورة 1989 من خلال تطورها المذهل والمدهش الذي تميز بالعديد من الضربات المسرحية. لقد كانت من الناحية العملية واحدة من أكثر الفترات حيوية في سياساتنا بعد 1989، ولكنها كانت أيضاً واحدة من أصعب الفترات من منظور “مؤرخ اللحظة” حيث سأل القراء والمشاهدون نبوءات حول نهاية هذه الخلافة السياسية. وشاهدنا طلبات بحجب الثقة عن الحكومات تم التصويت عليها وتبنيها، وطلبات أخرى بحجب الثقة عن الحكومات قد تم رفضها، وتحالفات خيالية قد حدثت (مثل USRPLUS و AUR) وفشل في تشكيل حكومات، وأخيراً تمرير حكومة نيكولاي تشيوكا في البرلمان.
وكنت أتأرجح في ذلك الوقت بين دعم فرضية الأحداث التي تجري من تلقاء نفسها، خارج نطاق السيطرة، والعملية التي تتبع (وإن كانت مع بعض التقلبات) خطة دقيقة مطورة جيداً من قبل كلاوس يوهانيس. فكنت أتساءل: هل نهاية الأزمة هي نتيجة خطة بادر بها وأدارها كلاوس يوهانيس بتنسيق لا يوجد بالعادة لدى أي سياسي روماني أم نتيجة سلسلة طويلة من الأحداث؟ سنجد الإجابة على هذا السؤال فقط عندما سيكتب الأشخاص الرئيسيون المشاركون في المحاكمة حالياً – وهم كلاوس يوهانيس ومارتشيل تشيولاكو وفلورين كتسو – مذكراتهم.
- من أخرج فضيحة كلاوس يوهانيس بصور الهرم في مصر؟
قام الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس في 27 تشرين الأول 2021 في خضم الأزمة السياسية وفي خضم الموجة الرابعة من الوباء (وهي الأصعب منذ بداية الوباء مع عدد قياسي من الإصابات وعدد قياسي للوفيات وأقسام العناية المشددة ATI مليئة لا تكفي أسِرَتُها لتغطية عدد الحالات الخطيرة) بزيارة رسمية لمصر بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
كقاعدة عامة، فإن رحلات كلاوس يوهانيس إلى الخارج (باستثناء تلك التي يتم إجراؤها في واشنطن) تمر دون أن يلاحظها أحد في رومانيا. لكن الآن، نظراً للأزمة الحكومية والأزمة الصحية أثار الإعلان عن الزيارة الدهشة في رومانيا. كلاوس يوهانيس، برفقة زوجته كارمن يوهانيس، كان سيعود إلى البلاد دون أن يعرف الكثير من الرومانيين أنه زار مصر، لكن نشرت في مساء 28 تشرين الأول 2021 ما سيبقى في التاريخ تحت اسم “صور الأهرام” Pyramid Photos. حيث نشر موقع Gazetaph.ro مساء يوم الخميس 28 تشرين الأول 2021 بعض الصور التي تفاجئ كلاوس يوهانيس وزوجته بزيارة الأهرامات كسائح وبدأت الفضيحة. وكشف التعليق الذي وقعه مدير الموقع عن توقف الرئيس الذي كان يزور مصر في عطلة في الأهرامات. ووفقاً للموقع فقد تفاجأ شخص صادف وجوده مع عائلته في رحلة إلى الأهرامات بخفة تصرفات كلاوس يوهانيس وكأنه في عطلة سياحية (بينما كان الرومانيون يموتون بسبب كوفيد بأعداد هائلة) وتم نشر صورتين.
وقد تعزز صدى النشر بشكل كبير من خلال نشر مواقع أخرى وصور أخرى وخاصة بردود فعل الصحافة والرأي العام. وساهمت فضيحة الصور بشكل كبير في انهيار كلاوس يوهانيس في استطلاعات الرأي. ويشار إلى أنه بالرغم من التقاط صور له مع زوجته كأي سائح أمام الأهرامات إلا أن الرئيس لم ينشر أي صورة على موقع الرئاسة أو فيسبوك، إلا أنه لم يتحدث أبداً أي شيء عن هذه الفضيحة. في ذلك الوقت أعربتُ عن شكوكي في أن النشر وخاصة تضخيم الفضيحة كان عرضياً وما زلت مقتنعاً بأنها كانت عملية مناهضة ليوهانيس. في ذلك الوقت اعتمدتُ على السرعة التي التقطت بها الصحافة المناهضة ليوهانيس الصور من موقع Gazetaph.ro وعلقت عليها بسخط ولكن أيضاً على نشر هذه المواقع صور أخرى مع الرئيس أمام الأهرام وهي غير تلك التي نشرها الموقع الأول.
ولم يعلق كلاوس يوهانيس أي شيء على الفضيحة حتى الآن رغم مرور شهرين حتى الآن. وصحيح أن الصحافة الرومانية تنسى بشكل سريع جداً فسرعان ما تم نسيان هذه الفضيحة أيضاً بالأسلوب الروماني المعروف.
ولكن بقي السؤال “من وجه الفضيحة؟”.
- من بدأ ونسق من الكواليس الحملة ضد فلورين كتسو الصحفية – “اعتقال كتسو في أمريكا؟“
في 11 آب 2021 وفي متصف معركة لقيادة حزب PNL ظهرت معلومات في الصحافة بأكملها تفيد أنه في عام 2000 أي قبل عشرين عاماً تم القبض على رئيس الوزراء فلورين كتسو عندما كان يدرس في أمريكا، وهو في حالة سكرـ واعتقل بهذا السبب لمدة يومين. وتبع ذلك اكتشافات أخرى من ملفه في القضية التي أعدتها منظمة العدل الأمريكية. ولكون الفعل يعتبر خطيئة للشباب كان من الطبيعي ألا تتجاوز المعلومات حدود وسائل التواصل الاجتماعي وأن يتم تسجيلها كأخبار في الصحافة النوعية في إصدار واحد فقط. لكن ما رأينا هو أن المعلومات والوثائق غطت حملة صحفية عنيفة نادرة ورأينا لائحة اتهامات طويلة بالتعليقات والألقاب ونسخ الوثائق حول رئيس الوزراء كتسو. الفضيحة قد كبرت بشكل هائل. وسوء الإدارة من قبل فلورين كتسو نفسه وتحامل الحملة بشكل خاص قد أثر بشكل خطير على صورة فلورين كتسو كرئيس للوزراء ومرشح لقيادة حزب PNL. وسلط التحقيق في الفضيحة الضوء على أنها كانت حملة استخدمت فيها الصحافة (بعلمها أو بدون علمها) لضربة ضد فلورين كتسو. ومن الواضح أن كل هذا كان دسيسة قامت بها قوة من خارج الصحافة.
وحتى اليوم لا يُعرف من أعطى الوثائق للصحافة ووجه هذه الحملة.
- هل كانت الممثلة السيدة مايا مورغنشترن Maia Morgenstern متواطئة في الهجوم التضليلي المعادي للسامية الذي شاركا فيه أم تم التلاعب بها دون معرفتها؟
حدث في 27 آذار 2021 في رومانيا واحدة من أغرب فضائح ما بعد ثورة 1989.
السيدة مايا مورغنشترن وهي مديرة المسرح اليهودي التابع للدولة الرومانية تعيد نشر رسالة وصلت إليها من خلال البريد الإلكتروني على فيسبوك تم تلقيها قبل عيد الفصح اليهودي مباشرة. حيث هدد الموقّع (المتنكّر على أنه من قبل حزب AUR) الممثلة الرومانية البارزة بقتلها وهدد ابنة الممثلة بالاغتصاب، وهدد عاملي المسرح اليهودي بالحرق.
ويشير نص الرسالة إلى صفات شخص مريض نفسياً. كان من الصعب جداً أن يقوم حتى كوماندو إرهابي بمثل هذه الأعمال وبالفظائع التي هدد بها الكاتب، وهذا يعني شيء مستحيل من قبل شخص واحد. ويواجه مثل هذه المواقف أي شخصية عامة في رومانيا.
فمن المثير للدهشة أن السيدة مايا مورغنشترن – وهي شخصية ناضجة وواضحة وشفافة – تعطي القصة أهمية هجوم معاد للسامية. وبعد أن تقدمت بشكوى إلى الشرطة، تم القبض على كاتب الرسالة في غضون أيام قليلة. ويتعلق الأمر بشاب (لا يزال اسمه سرياً حتى اليوم) جاء إلى الشرطة مع والدته. وطلب مكتب المدعي العام في 29 آذار 2021 المحاكمة في ظل ظروف المراقبة القضائية وليس الحبس الاحتياطي. لذلك، لا يعتبر مكتب المدعي العام الفعل خطيرة للغاية.
ومع ذلك، وبتوجيه من ألكسندرو مورارو وهو مستشار رئيس الوزراء الحالي تشيوكا فإن الحادث (شائع في بلد يتمتع فيه المجانين أيضاً بحرية التعبير) يصبح هجوماً خطيراً معادٍ للسامية وعلاوة على ذلك حتى تعبيراً عما يسمى الآن بـ ” تصاعد مظاهر المعادة السامية في رومانيا بشكل كبير”. وتكرر الصحافة والطبقة السياسية فكرة وجود حادث من نوع معاداة السامية. ويذهب إلى حد أنه في 31 آذار 2021 اعتمد مجلس النواب بقيادة لودوفيك أوربان إعلاناً يدين “الهجوم العنيف المعاد للسامية” ضد الممثلة مايا مورغنشترن. وطوال هذا الوقت، أفرج مكتب المدعي العام عن كاتب الرسالة.
وحافظت السلطات الرومانية السرية التامة حول من هو الكاتب ولم تهتم حتى الصحافة بمعرفة من هو صاحب فضيحة تهدف إلى جعل رومانيا دولة تطاردها معاداة السامية.
لقد مر ما يقرب من عام منذ ذلك الحين ولا شيء معروف عن هذه القضية.
ويبدو أن مايا مورغنشترن نفسها قد نسيت الفضيحة.
لكننا نحن لم ننساها.
ونتساءل عما إذا كانت مايا مورغنشترن متواطئة في الفضيحة أو تم التلاعب بها دون معرفتها في هذه الفضيحة التي لديها صفات واضحة بأنها فضيحة عادية وقذرة؟
والسؤال دون جواب حتى الآن: هل ستمتلك السيدة مايا مورغنشترن Maia Moregenstern الشجاعة للاعتراف بأنها جعلت من الحبة قبة؟
(المصدر: الموقع الإلكتروني لوكالة ميديافاكس للأنباء mediafax.ro ، بتاريخ 30/12/2021)