تكتسب الذكرى السنوية لاتحاد الإمارة الرومانية في 24 كانون الثاني 1859، هذا العام، معاني خاصة للدبلوماسية الرومانية ووزارة الخارجية، ويتزامن ذلك، في عام 2022، مع الذكرى 160 لتشكيل الحكومة الأولى وأول جمعية تشريعية لرومانيا موحدة، في 24 كانون الثاني 1862، إيذاناً بتحقيق الاتحاد الكامل والانتقال إلى مرحلة تحديث الدولة، وبهذه المناسبة، تم تعيين الحقيبة الأولى لوزير الخارجية، أبوستول أرساش، إلى حكومة رومانيا، ثم في 27 تموز / 8 آب 1862، تم إنشاء المؤسسة المخصصة لهذه المحفظة تحت اسم “وزارة الخارجية وشؤون الدولة”.
وبهذه المناسبة بعث وزير الخارجية بوغدان أوريسكو بالرسالة التالية:
“إن السياق الدولي المعقد الحالي، الذي يتميز بالتطورات التي ولدتها أو تسارعت من جراء جائحة كوفيد-19، يسلط الضوء، ربما بقوة أكبر من أي وقت مضى، على الحاجة إلى دبلوماسية ذات رؤية وكفاءة عملية وقائمة على المبادئ ومتعددة الأبعاد. لذلك، فإن التكافؤ الذي نمنحه في عام 2022 لهذه اللحظة المرجعية في تاريخنا الوطني يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعملية التكيف والتفكير التي تمر بها الدبلوماسية الرومانية.
وحدّد اتحاد الإدارات الرومانية إنشاء مؤسسات رومانيا الحديثة، بما في ذلك المؤسسة التي تدير باستمرار، في 160 عاماً، السياسة الخارجية للبلاد – وزارة الخارجية، تحت اسم “وزارة الخارجية وشؤون الدولة “، كما ورد في القانون التأسيسي الصادر في 27 تموز / 8 آب 1862.
في هذا اليوم المهم في تاريخ البلاد والدبلوماسية الرومانية، أشجع الجميع على التفكير في المساهمة الاستثنائية لأسلافنا في تحقيق الهدف الأساسي المتمثل في الاعتراف الدولي وإكمال اتحاد الإمارات، ومن الناحية الاستراتيجية، يشير اتحاد الممالك الرومانية إلى ضرورة أن تظل السياسة الخارجية لبلدنا، على المدى الطويل، موضوع توافق وطني، يدعم البناء المستدام لمرونة الدولة الداخلية والخارجية والأهداف الرئيسية التي تسعى بلادنا إلى تحقيقها.
سنواصل الوفاء بواجبنا تجاه المواطنين الرومانيين في المستقبل، مع الاحتفاظ كمعيار لنشاط الدبلوماسيين الذين ساهموا في تأسيس رومانيا موحدة وحديثة، من خلال السلوك الدبلوماسي والعمل المكرس لنفس الهدف الأساسي: حماية وتعزيز قيم ومصالح وأهداف بلدنا ورفاهية وأمن مواطنينا، هذا هو الخيط الأحمر الذي يمر عبر تاريخ الدبلوماسية الرومانية الحديثة.
على مدار العام، هدفت وزارة الخارجية إلى استدعاء وشرح تاريخ الدبلوماسية الرومانية لعامة الناس، وخاصة للشباب، في البلاد وفي الدول التي يتم تمثيل رومانيا فيها دبلوماسياً، من خلال برنامج متنوع للأحداث وحملات إعلامية كبيرة.
معلومات إضافية:
في خريف عام 1859، بعد انتخاب ألكسندرو إيوان كوزا حاكماً على كلتا الإمارتين، في 5 كانون الثاني 1859 في مولدوفيا وفي 24 كانون الثاني 1859 في رومانيا، حصل الدبلوماسيون الرومانيون في ذلك الوقت على جهود مكثفة وجهود مهنية ماهرة، كالاعتراف بالانتخاب المزدوج، حتى لو كان ذا طابع استثنائي، ساري المفعول في عهد كوزا، وبعد ذلك بعامين، تم الاعتراف بالاتحاد السياسي والإداري الكامل للبلاد دولياً، وفي 22 كانون الثاني 1862، تحت قيادة رئيس الوزراء باربو كاتارجيو، تم تشكيل أول حكومة لرومانيا الحديثة.
وكان تحقيق الاعتراف الدولي بالانتخاب المزدوج للأمير ألكسندرو إيوان كوزا وإكمال اتحاد الإمارات أول نجاحات كبيرة للدبلوماسية الرومانية الحديثة، ولهذا الغرض تم إرسال ممثلين دبلوماسيين إلى القسطنطينية وباريس وعواصم أُخرى، وكان الكاتب والسياسي والدبلوماسي فاسيل ألكساندري (1821-1890) من أهم هذه الشخصيات وأكثرها نشاطاً.
(المصدر: وزارة الخارجية الرومانية، بتاريخ 24-1-2022)