افتتح وزير الخارجية الرومانية السيد بوغدان أوريسكو، يوم الإثنين 31 كانون الثاني 2022، حدث 160 عاماً من دبلوماسية رومانيا الحديثة.
“غريغوري جافينكو – دبلوماسي روماني، مروج لأوروبا الموحدة “، تم تنظيم للاحتفال بالذكرى 130 لميلاد الدبلوماسي غريغوري جافينكو (30 كانون الثاني 1892-30 كانون الثاني 1957)، سياسي سابق ووزير خارجية رومانيا، شخصية بارزة ومروج نشط للحركة الأوروبية.
هذا الحدث هو الأول في سلسلة من الإجراءات التي اقترحتها وزارة الخارجية للاحتفال في عام 2022، بـ 160 عاماً من الدبلوماسية الرومانية الحديثة وإنشاء المؤسسة.
وأشاد الوزير أوريسكو بشخصية غريغوري جافينكو، مؤكداً تمسكه العميق بالشرعية الدولية، مثل أوروبا الموحدة والمبادئ الأساسية للقانون الدولي.
وقال الوزير: غريغوري جافينكو، قاد الدبلوماسية الرومانية في فترة من التحديات المعقدة على المستوى الأوروبي، من الاستقطابات الأيديولوجية غير القابلة للاختزال، عندما سعت رومانيا للدفاع عن هويتها وسلامة أراضيها في سياق جيوسياسي معقد للغاية، وفي السياق الحالي، حيث يتم تحدي النظام الدولي القائم على القواعد والديمقراطية والليبرالية، عندما نسمع صوت البنادق مرة أخرى بالقرب من حدود رومانيا، فإنني أعتبر الشؤون الخارجية الحديثة، بما في ذلك في سياق هذا العام الذكرى السنوية لمؤسستنا، هو أكثر أهمية، وتختلف رومانيا على زمن جافينكو عن رومانيا الحالية اختلافاً جوهرياً، لقد عدنا إلى مجتمع المبادئ والقيم الذي عرفنا دائماً أننا ننتمي إليها بشكل أساسي.
كما أراد غريغوري أن تكون رومانيا عضو نشط وموثوق به ومشارك ومحترم في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، أقوى تحالف سياسي عسكري في التاريخ، نحن شريك استراتيجي للولايات المتحدة، وبلدنا يفي بالتزاماته الدولية بمسؤولية، وفي السياق الدولي المعقد الحالي، لا يزال من الضروري تنفيذ سياسة خارجية وأمنية تركز على إيجاد أفضل الحلول للاستقرار والأمن في المنطقة، على المستوى الأوروبي والأوروبي – الأطلسي، وعلى ضمان الرفاه والأمن، وتحقيقا لهذه الغاية، يجب علينا التمسك بمبادئ مجتمع القيم الذي ننتمي إليه، إن تعزيز القيم الديمقراطية وسيادة القانون والحقوق الأساسية، والدفاع عن النظام الدولي القائم على القواعد واحترام القانون الدولي، وكذلك الدفاع عن المعايير الأساسية لهيكل الأمن الأوروبي، تظل عناصر أساسية، وعلاوة على ذلك، نرفض أي تهديد باستخدام القوة، فضلاً عن المفهوم الذي عفا عليه الزمن لمناطق النفوذ، مع التأكيد الصارم على حق الدول في اختيار سياستها الخارجية والأمنية بحرية ودعم سيادة وسلامة أراضيها، إن كل هذه هي القيم التي روج لها غريغوري جافينكو باستمرار ويجب أن نستمر في الدفاع عنها اليوم أكثر من أي وقت مضى، بما في ذلك في سياق البيئة الأمنية الدولية المعقدة اليوم.
وفيما يلي الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية بوغدان أوريسكو بهذه المناسبة:
سيداتي وسادتي، أعزائي المشاركين،
نحيي اليوم ذكرى أحد كبار الدبلوماسيين الرومانيين، وزير الخارجية الأسبق، في سياق خاص – لأن عام 2022 هو العام الذي نحتفل فيه بـ 160 عاماً من الدبلوماسية الرومانية الحديثة، أي 160 عاماً على التأسيس، يسعدني ويشرفني أن أفتتح هذا الحدث معكم اليوم مع ضيوفنا الكرام.
ولد غريغوري جافينكو في 30 كانون الثاني 1892 في بارلاد التابعة لمنطقة مولدوفا في رومانيا.
بدأ تعليمه الابتدائي في بوخارست، وانتقل في سن الحادية عشرة إلى سويسرا، وبعد تخرجه من كلية الحقوق بجامعة جنيف، حصل على الدكتوراه في العلوم القانونية من جامعة السوربون.
في وقت لاحق، شارك في الحرب العالمية الأولى كطيار في السرب المختلط الروماني الفرنسي فرمان السابع، وفي حرب البلقان الثانية كرجل مدفعية، وتمت مكافأة أعماله العسكرية بأعلى درجات التمييز: وسام مايكل الشجاع ونجمة رومانيا وصليب الحرب البريطاني.
بعد الحرب، بدأ العمل في القانون والصحافة، وكان غريغوري جافينكو أيضاً المؤسس المشارك لوكالة أنباء راديو أورينت، والتي أصبحت فيما بعد وكالة الأنباء الحكومية من 1926 إلى 1949.
في عام 1926 بدأ حياته السياسية أيضاً، وانضم إلى حزب الفلاحين الوطني، وفي وقت قصير، لاحظ قائد هذا الحزب، إيوليو مانيو وأيون ميهالاتش، صفاته الاستثنائية ودعمه لتولي مناصب رفيعة، منها: وكيل وزارة الدولة برئاسة مجلس الوزراء عام 1932، ووكيل وزارة الصناعة والتجارة من عام 1932 إلى عام 1933، وأمين عام وزارة الخارجية من عام 1928 إلى عام 1929.
في شباط 1929، كان رئيس الوفد الروماني في مؤتمر عقد في بوخارست.
خرج غريغوري جافينكو مؤقتاً من الدبلوماسية، وكان سيناتوراً بين عامي 1934 و 1937.
أدت خبرته وقدراته الخاصة إلى تعيين غريغوري جافينكو وزيراً للخارجية في 23 كانون الأول 1938، وقاد الوزير جافينكو الدبلوماسية الرومانية حتى 1 حزيران 1940، في فترة صعبة للغاية بالنسبة لرومانيا، ولكن أيضاً للجميع في أوروبا.
وتماشياً مع التوجه السياسي التقليدي لرومانيا، الموالية لفرنسا والموالية لبريطانيا، رفض غريغوري جافينكو التعاون مع الدولتين، ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية، وأيد في هذا السياق، إعلان حياد رومانيا وأوصى بموقف خير تجاه الدولة البولندية المعتدية.
في بداية تموز 1940، تم تعيينه في منصب ذي مسؤولية عالية وفي نفس الوقت صعب للغاية: تم إرساله كوزير فوق العادة ومفوض لرومانيا إلى موسكو، وخدم لمدة عام حتى 22 حزيران 1941.
ومن أتباع القيم الديمقراطية، اختار في نهاية عام 1941 طريق المنفى في سويسرا، حيث قام بنشاط مكثف مناهض للنازية والفاشية.
وخلال هذه الفترة، قام بحملة نشطة لاستعادة وحدة أراضي رومانيا وتحرير البلاد من السيطرة النازية والحماية من الخطر السوفياتي، مقتنعاً بأن الحل الوحيد لإنقاذ رومانيا هو الخروج من الحرب بالتحالف مع المحور، وحافظ الدبلوماسي الروماني على علاقاته مع الدبلوماسيين الرومانيين والأجانب السابقين والنشطين الذين شاركوه وجهات نظره وعززها.
بقي غريغوري جافينكو في المنفى بشكل دائم لمحاربة الشيوعية في رومانيا، وأدرك منذ البداية أهمية القوة الأخلاقية التي مثلها الرومانيون في المغترب في هذا النضال الطويل والصعب.
أعطى مؤتمر باريس للسلام عام 1946 زخماً لنشاط الرومانيين في المنفى، ودافعوا بقوة عن الحقوق والتطلعات المشروعة للشعب الروماني من خلال مذكرات ومقالات صحفية في المنشورات الغربية واسعة الانتشار.
وهكذا، كانت السنوات التي أعقبت المؤتمر لغريغوري جافينكو، سنوات من النشاط المكثف والدؤوب في المنفى الروماني، والذي حاول الحفاظ عليه وحدوياً قدر الإمكان، وهي مهمة صعبة ولا يحسد عليها على الإطلاق، وكان جزءاً من الهيئتين الأساسيتين، اللجنة الوطنية الرومانية، التي تأسست في نيسان 1949 في نيويورك، واتحاد الرومانيين الأحرار، الذي تم تشكيله في خريف عام 1950، وبسبب الانقسامات الداخلية، اضطر إلى ترك كليهما، لكنه استمر للحفاظ على علاقات وثيقة وتعاون مثمر مع جمعيات ومجموعات المغتربين الرومان.
توفي في البلاد في 30 كانون الثاني 1957 يوم بلوغه 65 عاماً، واستمر في الأمل حتى اللحظة الأخيرة من حياته في رومانيا الديمقراطية والحرة، وكان في نفس الوقت ناشطاً مرموقاً لفكرة أوروبا الموحدة، وكان رئيساً للاتحاد الأوروبي للفيدراليين، وعضواً في قيادة الحركة الأوروبية والاتحاد الأوروبي.
كان غريغوري جافينكو شخصية رائعة بسبب تميزه الفكري وبراعته في التحليل، قاد الدبلوماسية الرومانية في فترة شهدت تحديات معقدة على المستوى الأوروبي.
وكان مثقفاً حقيقياً ودبلوماسياً استثنائياً وقبل كل شيء أوروبياً مقتنعاً، بصفاته المهنية، وباتساعه الفكري، وضع معياراً مهنياً وإنسانياً للأجيال القادمة.
في هذه المناسبة، أتقدم بالشكر إلى جميع المشاركين الذين قبلوا الدعوة إلى هذه المناسبة، وهو جزء من برنامج عمل وزارة الشؤون الخارجية للاحتفال بالذكرى 160 للدبلوماسية الرومانية الحديثة من خلال الترويج لتاريخ الدبلوماسية الرومانية لعامة الناس، أنا مقتنع بأن نقاشاً مثيراً للاهتمام سيتبع، شكراً لكم.
(المصدر: وزارة الخارجية الرومانية، بتاريخ 31-1-2022)