شارك وزير الخارجية الرومانية بوغدان أوريسكو، يوم الاثنين 14 شباط 2022، بدعوة من نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، في اجتماع وزاري حول فريق عمل تاكوبا.
وكان الغرض من الاجتماع هو تحليل التطورات السياسية والأمنية الأخيرة في منطقة الساحل وتقييم تأثيرها على الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب في مالي والمنطقة، ولا سيما من خلال فريق عمل تاكوبا.
وأعرب المشاركون عن قلقهم العميق إزاء التدهور المتسارع للوضع الأمني في المنطقة وسلطوا الضوء على تدهور الأوضاع التي تعمل فيها قوة تاكوبا، وأكدوا على الالتزام الراسخ لدول قوة تاكوبا بتعزيز السلام والاستقرار في منطقة الساحل، ودعماً لشعوب دول الساحل وعبر القارة الأفريقية، جنبًا إلى جنب مع الاتحاد الأوروبي ككل والشركاء الدوليين الآخرين، كما أعرب المشاركون عن قلقهم إزاء نية السلطات المالية التعاون مع مجموعة المرتزقة الروسية فاغنر من أجل الاستمرار في محاربة الجماعات الإرهابية في المنطقة، وسلطوا الضوء على الطبيعة غير الشفافة للخطوات في هذا الاتجاه وانعدام شرعية ذلك.
وجدد وزير الخارجية الرومانية التأكيد على الإرادة السياسية لرومانيا لمواصلة المشاركة في منطقة الساحل وأهمية الحفاظ على الالتزام الجماعي للدول المشاركة في قوة تاكوبا للمنطقة، وشدد على أهمية هذه المنطقة لأمن الاتحاد الأوروبي ككل، وأشار إلى القلق الإضافي الذي تولده التطورات في الجوار الجنوبي عند الاقتراب منها بالتزامن مع التوترات في الجوار الشرقي، من خلال حشد القوات الروسية بالقرب من أوكرانيا والبحر الأسود.
وتحدث عن بعض الأمور التي تحتاج إلى مزيد من المعالجة من خلال الحفاظ على الوحدة والتنسيق، وشدد على أهمية استمرار الجهود الدولية لدعم دول الساحل بما يعود بالنفع على الأمن والاستقرار الإقليميين والسكان المحليين، وستكون هذه الجهود المتجددة قادرة على اتخاذ شكل تحالفات دولية تحافظ على روح تفويض قوة تاكوبا، بالإضافة إلى الوفاء بولايات البعثات الدولية القائمة الأخرى مثل بعثة الاتحاد الأوروبي في مالي وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي، والتي تبقى ذات أهمية خاصة.
كما شدّد الوزير أوريسكو على الحاجة إلى ضمان أمن موظفي هذه البعثات، بما في ذلك المواطنين الرومانيين، نظراً للتطورات السلبية المستمرة في المنطقة، معرباً عن انفتاح رومانيا على تحليل أفضل الخيارات، جنباً إلى جنب مع شركائها الاستراتيجيين وداخل الاتحاد الأوروبي، لمواصلة الالتزام والجهود الميدانية لتعزيز السلام والاستقرار والتنمية في منطقة الساحل.
وأعرب أوريسكو عن أمله في أن ترسل قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، التي ستعقد في بروكسل يومي 17 و18 شباط 2022، إشارة قوية بشأن الالتزام الأوروبي الأفريقي المتبادل بأمن وتنمية منطقة الساحل وتعزيزها والشراكة بين أوروبا وأفريقيا.
معلومة اضافية
في 27 آذار 2020، أصدرت بلجيكا وجمهورية التشيك والدنمارك وإستونيا وفرنسا وألمانيا ومالي والنيجر ومملكة هولندا والنرويج والبرتغال والسويد والمملكة المتحدة بياناً سياسياً مشتركاً أعربوا فيه عن دعمهم لإنشاء قوة عسكرية تحت اسم ” تابوكا”، والتي تهدف إلى محاربة الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل.
وتعمل فرقة عمل تاكوبا، التي تم إطلاقها في أوائل عام 2021، على تقديم المشورة والدعم ومرافقة القوات المسلحة المالية على الأرض، بالتنسيق مع شركاء مجموعة دول الساحل الخمس والجهات الفاعلة الدولية الأخرى على الأرض، بما في ذلك بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي.
ووافقت رومانيا، في صيف عام 2021، على مشاركة ما يصل إلى 50 جندياً في فرقة عمل تاكوبا، ولم تتم المساهمة ميدانياً حتى الآن بسبب التدهور الحاد للوضع الأمني والتطورات السياسية المقلقة في المنطقة وفشل الجانب المالي في اتخاذ الإجراءات اللازمة.
كما تم تشكيل مجموعة الساحل G5 من قبل موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو وتشاد والنيجر لمواجهة التحديات الأمنية الرئيسية في هذه البلدان، والتي تسببها بشكل رئيسي الجماعات الإرهابية العاملة في منطقة الساحل.
وانطلق التحالف الدولي من أجل الساحل في قمة باو (13 كانون الثاني 2020)، والتي جمعت رؤساء دول مجموعة الخمس وفرنسا، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس المجلس الأوروبي، والمجلس الأعلى وممثل الاتحاد الأوروبي ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي والأمين العام للمنظمة الدولية للفرانكفونية، ويقوم التحالف الدولي من أجل منطقة الساحل على أربع ركائز رئيسية للعمل: مكافحة الإرهاب، وتعزيز قدرة الجيوش الوطنية، وعودة سلطة الدولة إلى المناطق المعزولة، والمساعدة الإنمائية.
(المصدر: وزارة الخارجية الرومانية، بتاريخ 14-2-2022)