تظاهرات في أنطاكيا وطرسوس تنديداً بمجازر المرتزقة الوحشية
لا يمرّ يوم من دون تسرّب معلومة استخباراتية أو إعلامية أو تصريح لمسؤولين عن حجم الدور التدميري الذي تقوم به تركيا وعلى رأسها رئيس النظام رجب طيب أردوغان ورئيس حكومته أحمد داود أوغلو من خلال دعم واحتضان وتدريب الإرهابيين وتسهيل دخولهم إلى سورية لسفك دماء الشعب السوري.
الدور التركي المكشوف والدعم اللامحدود للمجموعات الإرهابية التكفيرية، كانا موضع احتجاج كبير في تركيا تجلى بتظاهرتين في أنطاكيا وطرسوس ندد المشاركون فيهما بمجازر إرهابيي أردوغان في جسر الشغور واشتبرق، وذلك توازياً مع انتقادات لاذعة جديدة صادرة عن ساسة معارضين لسياسات حزب «العدالة والتنمية» ودوره العدواني على سورية.
فقد تظاهر مئات المواطنين الأتراك في مدينتي أنطاكيا وطرسوس تنديداً بالمجازر الوحشية التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية المدعومة من حكومة حزب «العدالة والتنمية» بحق الشعب السوري مستنكرين المجازر الوحشية التي ارتكبها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي والتي استهدفت المواطنين العزل في عدد من القرى بمحافظة إدلب.
التظاهرة التي شهدتها مدينة طوسوس جرت بمشاركة من نقابة التعليم وجمعية بير سلطان أبدال للثقافة وحزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي وحزب العمال والحزب الشيوعي التركي 1920، وندد المشاركون في التظاهرة بالمجازر الوحشية التي ارتكبها الإرهابيون المدعومون من حكومة «العدالة والتنمية» في اشتبرق بريف إدلب. كما ندّدوا بما تقوم به حكومة «العدالة والتنمية» من تدريب للإرهابيين ودعمهم لارتكاب المجازر بحق الشعب السوري.
كما تظاهر المئات في مدينة أنطاكيا تنديداً بالمجازر الإرهابية في سورية، معربين عن تضامنهم مع الشعب السوري في مواجهة الإرهابيين الذين يحظون بكل أنواع الدعم من النظام التركي.
وإثر ذلك قامت قوات الشرطة التابعة لنظام أردوغان بالاعتداء على المتظاهرين ومنعهم من الوصول إلى ساحة المدينة واستخدمت ضدهم المياه والغازات المسيلة للدموع ما اضطرهم لتغيير مسار التظاهرة والتجمع في أماكن أخرى.
سياسياً أكد نائب رئيس حزب الوطن التركي إسماعيل حقي بكين أن الولايات المتحدة و«إسرائيل» وحلفاءهما في المنطقة كالسعودية وقطر وتركيا أسسوا ودعموا التنظيمات الإرهابية لشن العدوان على سورية، مشدداً على أن هذه المؤامرة على سورية والعراق فشلت في تحقيق أهدافها.
وشدّد حقي بكين الذي يزور إيران حالياً على ضرورة تشكيل اتحاد يضم كلاً من إيران وتركيا والعراق وسورية وأذربيجان لمواجهة المخططات والمؤامرات الأميركية والصهيونية المعقدة في منطقة غرب آسيا.
ولفت حقي إلى أن زيارته تهدف إلى إيصال رسالة من الشعب التركي بأنه يقف ضد سياسات نظام رجب طيب أردوغان حيال سورية ويعارض إراقة الدماء في هذا البلد.
وأشار حقي بكين إلى أن سورية أفشلت المؤامرة التي تتعرض لها بفضل وقوف شعبها وجيشها إلى جانب قيادته.
بدوره أكد حزب الشعب الشيوعي التركي تضامنه مع الشعب السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية والمجازر التي ترتكبها بدعم من نظام أردوغان، وفي بيان أصدره أمس تحت عنوان: «مجازر قتل ترتكب في سورية ونعرف من درّب مرتكبي مجزرة اشتبرق»، وقال: إن الولايات المتحدة الأميركية وتركيا والسعودية وقطر يدعمون الإرهابيين المجرمين الذين ارتكبوا جريمة القتل ضد عشرات المواطنين السوريين في قرية اشتبرق والرأي العام التركي يعلم أن الإرهابيين المجرمين يدربون ويجهزون على الأراضي التركية وأن حكومة أردوغان تقف في صف الإرهابيين وتقدم لهم الدعم العسكري واللوجستي.
من جانبه أكد حسين إيجون النائب عن حزب الشعب الجمهوري التركي في رسالة وجهها إلى خلوصي أكار قائد القوات البرية التركية أنه من العار أن يقدم الجيش التركي الدعم العسكري واللوجستي للتنظيمات الإرهابية في دول الجوار وخصوصاً سورية والعراق.
ونقل موقع «أودا تي في» التركي عن إيجون قوله في الرسالة: إن الدعم التركي للإرهابيين المنتسبين لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي مكّنهم من ارتكاب المجازر في مدينة جسر الشغور بإدلب في سورية. وشدّد إيجون في رسالته على ضرورة ألا تكون ميول رجب طيب أردوغان الإخوانية وجري أحمد داود أوغلو وراء أحلام العثمانية الجديدة سبباً في ذكر اسم الجيش التركي بموازاة التنظيمات الإرهابية المتطرفة.
وختم إيجون رسالته بدعوة قائد القوات البرية التركية إلى عدم المشاركة في الهجمات ضد دولة جارة واستخدام الدستور للوقوف أمام تحول القوات المسلحة التركية إلى مؤسسة داعمة للتنظيمات الإرهابية المتطرفة.
في غضون ذلك حمّل مرتضى دمير رئيس مؤسسة بير سلطان أبدال 2 تموز للثقافة والتعليم نظام أردوغان مسؤولية المجازر الوحشية التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية في سورية ولاسيما مجازر مدينة جسر الشغور مؤخراً.
وفي بيان له حول جرائم القتل التي ارتكبها الإرهابيون قال: إن الأنباء التي تأتي من سورية واسكندرون تثير الدهشة.
ودعا دمير المؤسسات والتنظيمات والأحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني الديمقراطية التركية إلى المبادرة والتضامن من أجل الوقوف بوجه مجازر القتل ضد الشعب السوري وتشكيل وفود لزيارة المنطقة الحدودية وإجراء لقاءات مع الجهات المحلية في المنطقة.
(المصدر: صحيفة تشرين، تاريخ 1/5/2015)