بإنتاج يقدر بـ 13 مليون طن من الذرة في عام 2017 ستكون رومانيا أكبر منتج في الاتحاد الأوروبي. في العام الماضي، ووفقاً للإحصاءات، كانت رومانيا أكبر منتج لعباد الشمس في الاتحاد الأوروبي وفي المرتبة الخامسة من حيث إنتاج القمح. ويمكن لرومانيا أن تكون الرقم 1 في أوروبا في انتاج الذرة وعباد الشمس.
كثيراً ما تم مناقشة ما يجب القيام به بالنسبة للاقتصاد كي يدخل في تصنيف الأوائل العشرة في الاتحاد الأوروبي أو حتى المرتبة السابعة، كما كان يحلم كالين بوبيسكو تاريشيانو في سنوات ” المجد” 2004-2008. ولكن رومانيا في المرتبة 15 فقط من حيث الناتج المحلي الإجمالي المطلق، بعد دول لديها نصف عدد السكان تقريباً مثل جمهورية التشيك والبرتغال وإيرلندا واليونان، وتحتل رومانيا المرتبة ما قبل الأخيرة في الاتحاد الأوروبي من حيث الناتج المحلي الإجمالي / فرد.
وكذلك بالنسبة للنفط والغاز، تحتل رومانيا المرتبة الخامسة في الاتحاد الاوروبي من حيث الإنتاج.
ما هي الفائدة بأن يكون لديها الكثير من الموارد الطبيعية المتاحة، والعديد من التربة والثروات الباطنية إذا لم يكن بإمكان كل ذلك تحقيق الرخاء المحلي وبقي متوسط الراتب في رومانيا ثاني أدنى المعدلات في الاتحاد الأوروبي؟ ما الذي ينقصنا؟
ما ينقصنا هو واضح: قوة المعالجة في أي مجال كان. ليس لدينا ما يكفي من صناعة الطحن والخبز، ليس لدينا مصانع النشاء، ليس لدينا قطاع خاص بالثروة الحيوانية لتحويل الذرة إلى لحم بقر، وليس لدينا القدرة على إنتاج ما يكفي من الأسمدة والبتروكيماويات والبلاستيك ومصانع الأدوية التي تستخدم الغاز والنفط المستخرج.
ونحن، في المقابل، لدينا نصف السكان في المناطق الريفية، يعيشون عند حد الفقر لأنه لا يوجد لديهم مكان للعمل داخل دائرة نصف قطرها 20-30 كم أو لا يستطيعون الحصول على وظيفة براتب أفضل، وأكثر من ذلك، وفي ظل سقوط البنية التحتية للسكك الحديدية وتخلف الطريق. وإذا أخذنا كمثال بوخارست حيث فشلت منذ عقود وزارة النقل بتحقيق المعايير المطلوبة للطريق السريع المحلق بطول 60 كم.
وللحد من التفاوت بين أعلى إنتاج للحبوب وموارد الطاقة وبين الدخل الذي يصل لحد الكفاف يجب أن يكون الأمر الأهم بالنسبة لأي خطة للتنمية الاقتصادية لرومانيا هو التجهيز الصناعي.
لا فائدة من أن يكون لديك انتاج الحبوب، إذا لم يكن لديك التربية الحيوانية.
فبدلاً من زيادة عدد الأبقار في رومانيا بين عامي 2007 و2017، انخفض عدد الأبقار من 2.9 مليون بقرة إلى 2 مليون بقرة. كثافة الثروة الحيوانية، أي عدد من الأبقار أو الخنازير لكل هكتار من الأراضي الزراعية في رومانيا هي 12 بقرة/هكتار، أما في هولندا فهو 240 بقرة/هكتار وإيرلندا144 بقرة في الهكتار الواحد. إنه لأمر جيد أن زيادة إنتاج الحبوب تعود للاستثمارات في السنوات الأخيرة في المعدات والآلات، ولكن القيمة المضافة التي يتم الحصول عليها لن تكون كافية إلا إذا انتهت السلسلة لغاية ثلاجات المستهلك.
نموذج التطوير الموسع من خلال زيادة الإنتاج لا يمكن أن يؤتي ثمارها. وفقط الاستثمارات في قدرات المعالجة المحلية هي التي تولد قيمة.
وتقول ألينا كريتسو، المدير التنفيذي لرابطة منتجي الذرة في رومانيا “إنه لأمر مؤسف أن نصدر الحبوب ونستورد البسكويت”.
فبعد 28 عاماً على الثورة لا تزال في رومانيا نسبة 54٪ من السكان يقطنون في المناطق الريفية، وهي أعلى نسبة في أوروبا. وفي عام 1960 كانت درجة التحضر قد سجلت نسبة 32٪ وفي عام 1977 وصلت إلى نسبة 44٪.
ويمكن لأي شخص باستمرار أن يقوم بالتصنيع في رومانيا: سواء أكان رأس المال الأجنبي، أم رأس المال الروماني، لا يهم من يقوم بذلك.
الإنتاج المحلي، التجهيز المحلي والاستهلاك المحلي. إن إغلاق هذه الحلقات في سلسلة صناعة المواد الغذائية، حيث عجز التجارة الخارجية لا يزال ثابتاً عند 2 مليار يورو سنوياً، قد يكون الخطوة الأولى في تحويل صناعة المواد الغذائية لعامل نمو.
الخطوة الثانية هي التصدير الواسع النطاق. للقوة الزراعية لرومانيا الزراعي يجب أن تكون صادراتها الزراعية بقيمة 20 مليار يورو بالسنة، وليس 4 مليار يورو، كما هي اليوم. فصادرات فرنسا من النبيذ فقط تصل إلى 4 مليارات يورو. وهناك نقص في لحم البقر في جميع أنحاء أوروبا.
ولا يزال انتاج الهكتار الواحد متواضعاً ( 4-5 طن )، ومع ذلك احتلت رومانيا المرتبة الأولى في إنتاج الذرة في الاتحاد الأوروبي. ولكن وبالقدر الذي يزداد فيه متوسط إنتاج الهكتار فإن رومانيا قد تصل إلى الأماكن الأولى في العالم. ولكن هذا النمو ليس ضمانة لتحقيق تنمية اقتصادية بدون الاستثمار في قدرات التصنيع وفي الثروة الحيوانية.
(المصدر: وكالة الأنباء أجير برس بتاريخ 26/07/2017)