التوقيع على المذكرة الروسية الخاصة بمناطق تخفيف التوتر في سورية.. الجعفري:أستانا 4 كانت قفزة نوعية بإنجازاتها

وقعت الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية خلال الجلسة العامة لاجتماع أستانا 4 في العاصمة الكازاخية اليوم على المذكرة الروسية الخاصة بمناطق تخفيف التوتر.

وأعلن رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى اجتماع “أستانا 4” الدكتور بشار الجعفري أن مصدرا مسؤولا في وزارة الخارجية والمغتربين صرح أنه انطلاقا من التزام الجمهورية العربية السورية بالحفاظ على حياة الشعب السوري ووقف سفك دمائه وانطلاقا من استعدادها للموافقة على كل ما من شأنه أن يساعد على عودة الشعب السوري إلى الحياة الطبيعية قدر الإمكان بما فيه إعادة تنشيط وتقوية الاقتصاد السوري ورفع المستوى المعيشي للمواطنين الذين عانوا الأمرين بسبب هذه الحرب المفروضة على سورية ومع تأكيدها المستمر على وحدة وسلامة وسيادة أراضيها فان الجمهورية العربية السورية تؤيد المبادرة الروسية حول مناطق تخفيف التوتر وتؤكد التزامها بنظام وقف الأعمال القتالية الموقع في الـ 30 من كانون الأول عام 2016 بما فيه عدم قصف هذه المناطق.

وأشار الجعفري إلى أن الجمهورية العربية السورية تؤكد في السياق نفسه استمرار الجيش العربي السوري والقوات المسلحة والرديفة والحلفاء في حربهم ضد الإرهاب ومكافحتهم لتنظيمي “داعش” وجبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بهما أينما وجدوا على امتداد الأراضي السورية.

وقال الدكتور الجعفري خلال مؤتمر صحفي بعد اختتام الجلسة العامة لاجتماع “أستانا 4” اليوم والتي جرى خلالها التوقيع من قبل البلدان الضامنة على مذكرة انشاء أربع مناطق لتخفيف التوتر في سورية “نأمل من الأصدقاء الروس والإيرانيين بحث تفاصيل هذه المذكرة في دمشق في أسرع وقت ممكن”.

وأكد الدكتور الجعفري أن “أستانا 4 كانت قفزة نوعية بإنجازاتها” معربا عن الشكر لجهود كازاخستان وروسيا وايران في هذا الإنجاز المهم الذي سيساعد في حقن دماء السوريين وفتح الباب أمام الحل السياسي.

عبد الرحمانوف: الحل الوحيد للأزمة في سورية هو الحل عبر الحوار

من جهته قال وزير الخارجية الكازاخستاني خيرات عبد الرحمانوف خلال بدء الجلسة العامة لاجتماع استانا 4 حول سورية بمشاركة وفد الجمهورية العربية السورية: “باسم إيران وروسيا وتركيا الدول الضامنة لعملية أستانا فإن وفود البلدان الثلاثة أعادوا التأكيد على التزاماتهم بسيادة واستقلالية ووحدة تراب الجمهورية العربية السورية وأكدوا على أنه ليس هناك حل عسكري للأزمة في سورية بل من خلال عملية سياسية تستند إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن وخاصة 2254 بشكله الكامل”.

وأضاف عبد الرحمانوف: إن البلدان الضامنة تبنوا وثيقة تفاهم بشأن تخفيف التوتر في الجمهورية العربية السورية والتي تسعى لإيجاد مناطق تخفيف التوتر من وجهة نظر تهدف إلى وقف العنف الدائر وتحسين الوضع الإنساني وخلق ظروف ملائمة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة إضافة إلى مكافحة الإرهاب بطريقة فاعلة.

وأوضح عبد الرحمانوف أن البلدان الضامنة أكدوا على الحاجة “لأن تتخذ كل الأطراف في سورية إجراءات بناء الثقة ثم يسهموا بالتوصل إلى تسوية سياسية ووقف إطلاق النار الدائم”.

وأشار عبد الرحمانوف إلى أن وفود الدول الضامنة أعربوا عن ترحيبهم بمشاركة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا الذي سيعلن عن الجولة الثانية لمحادثات جنيف ويؤكد على الدور المهم لعملية أستانا فيما يتعلق بإكمال التنسيق لعملية جنيف لافتا إلى أن الوفود حثت كل الأطراف في المجتمع الدولي على الإسهام في الجهود التي تهدف إلى إيجاد حل دائم للأزمة وتعزيز العملية السياسية ودعمها.

وقال عبد الرحمانوف: “إن البلدان الثلاثة عبروا عن امتنانهم لرئيس جمهورية كازاخستان والسلطات الكازاخية لاستضافتهم وقرروا أن يعقدوا اللقاء القادم رفيع المستوى في أستانا منتصف تموز المقبل كما اتفقوا أن يعقدوا مشاورات تحضيرية قبل اسبوعين من ذلك في أنقرة”.

واعتبر عبد الرحمانوف أن الاتفاق الذى تم التوصل إليه في استانا يسهم بتخفيف درجة التوتر في سورية” مؤكدا أن “الحل الوحيد للأزمة في سورية هو الحل عبر الحوار”.

وأضاف عبد الرحمانوف: “نحن نتعامل ونتشاور مع زملائنا في جنيف ونؤمن بأن هذه المحادثات برعاية الأمم المتحدة طريق وحيد لإيجاد الحل للأزمة في سورية لذلك فإن منصة أستانا والمحادثات في جنيف عمليتان مرتبطتان ببعضهما البعض إضافة إلى ذلك نحن نأمل في نفوذ الدول الثلاث الضامنة ونتوقع بأن تكون هناك إنجازات مهمة في العملية التفاوضية الجارية في هذه المدينة”.

وأوضح وزير الخارجية الكازاخستاني أن بلاده تدفع دائما جميع المشاركين في اجتماعات استانا إلى الامام بغية إيجاد حل للأزمة في سورية ووقف إراقة الدماء مشيرا إلى أن منصة أستانا أثبتت فاعليتها وأهميتها القصوى فيما يتعلق بالحفاظ على نظام وقف الاعمال القتالية على الأراضي السورية.

وقال عبد الرحمانوف: “نحن نرى ضرورة قصوى وملحة لأن يشارك في هذه المفاوضات جميع الأطراف واللاعبون المؤثرون وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية لأن التعاون المثمر بين القوتين الكبيرتين في هذه المنطقة بغية إيجاد سلام في سورية سيصب في مصالح الجميع وخاصة في مصلحة الشعب السوري” معربا عن أمله في تعميق التعاون مع الولايات المتحدة التي تشارك في هذا الاجتماع على مستوى مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط.

وأوضح عبد الرحمانوف أنه بغية تأمين النجاح المستمر لهذه المنصة فإن جميع الأطراف واللاعبين الذين يلعبون دورا مهما يجب أن يوحدوا الجهود المبذولة بغية الحصول على النجاح لافتا إلى أن الأيام الأخيرة شهدت مشاورات خاصة حول البحث عن الحلول الممكنة والتقدم المتوقع.

وأكد عبد الرحمانوف أن بلاده ستواصل تأمين جميع المساعدات والمعلومات للأطراف المعنية بغية المساهمة في الحفاظ على نظام وقف الأعمال القتالية في سورية معتبرا أن محادثات استانا دعامة الاستقرار للازمة في سورية ولكن المصير عادة ما يتوقف على الإرادة السياسية لجميع المشاركين في مؤتمر اليوم.

دي ميستورا: مذكرة التفاهم بشأن مناطق تخفيف التوتر في سورية خطوة في الاتجاه الصحيح والأمم المتحدة تدعمها بقوة

كما وصف مبعوث الأمم المتحدة الخاص الى سورية ستافان دي ميستورا اليوم مذكرة التفاهم بشأن انشاء مناطق تخفيف التوتر في سورية بأنها خطوة في الاتجاه الصحيح مؤكدا دعم الأمم المتحدة لها.

ونقلت وكالة رويترز عن دي ميستورا قوله للصحفيين اعتقد اننا تمكنا اليوم في استانا أن نشهد خطوة إيجابية مهمة واعدة في الاتجاه الصحيح في عملية وقف العنف مضيفا أن مذكرة التفاهم بشأن انشاء مناطق تخفيف التوتر خطوة في الاتجاه الصحيح صوب تثبيت وقف الأعمال القتالية والأمم المتحدة تدعم بقوة هذه المذكرة.

لافرنتييف: مذكرة مناطق تخفيف التوتر في سورية تفتح المجال أمام الحفاظ على وحدة أراضي سورية والحل السياسي

بدوره أكد رئيس الوفد الروسي إلى اجتماع “أستانا 4” الكسندر لافرنتييف أن “مذكرة مناطق تخفيف التوتر في سورية التي تم التوقيع عليها في أستانا اليوم تفتح المجال أمام الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والحل السياسي”.

وأوضح لافرنتييف خلال مؤتمر صحفي في أستانا اليوم أنه “اعتبارا من الـ 6 من أيار الجاري ستتوقف جميع الأعمال القتالية والأنشطة العسكرية في المناطق الأربع التي رسمها وحددها الخبراء العسكريون في المذكرة الروسية” لافتا إلى “أن الطريق ما زال في بدايته ولا بد من بذل جهود إضافية لإنجاز هذه الأعمال”.

وأشار لافرنتييف إلى أن “متابعة كيفية الالتزام بنظام وقف الأعمال القتالية سترصد كل نشاطات التنظيمات الإرهابية بما فيها “جبهة النصرة” التي توجد بشكل ملحوظ جدا في هذه الأراضي”.

وأكد لافرنتييف “أن روسيا الاتحادية مستعدة لإرسال مراقبيها إلى ما يسمى خطوطا آمنة للمشاركة في متابعة كيفية الالتزام بنظام وقف الأعمال القتالية وتسجيل أي خروقات محتملة” مبينا أن “البلدان الضامنة اتفقت على إمكانية مشاركة أي دول أخرى عبر قرار مشترك من البلدان الثلاث الضامنة”.

ونوه لافرنتييف بالموقف الإيجابي الذي أعلنت عنه وزارة الخارجية السورية بتأييد هذه المذكرة موضحا “أن الطيران الروسي سيتوقف عن التحليق فوق تلك المناطق إلا في حال وجود أفعال تزعزع الاستقرار في أراض أخرى أو محاولات مهاجمة مواقع الحكومة السورية أو القيام بأفعال تطول المواطنين السوريين المقيمين خارج مناطق الحد من التوتر”.

وحول مدة عمل المذكرة قال لافرنتييف “إن مدة عملها ستة أشهر وهناك فرصة وإمكانيات لتمديدها تلقائيا لمدة ستة أشهر جديدة إن لم تكن هناك أي ملابسات أو قرارات جديدة تتخذ من قبل الدول الضامنة وإذا قمنا بتفسير هذه الفكرة فهذا يعني في حالة الضرورة يمكن لهذه المذكرة أن تعمل إلى أجل غير مسمى”.

وعن جدية الطرف التركي في محاربة الإرهاب قال لافرنتييف “فيما يتعلق بنوايا الجانب التركي فليست لدينا أي دوافع للتشكيك فيها لأن تركيا طرف نشط ضمن الدول الثلاث الضامنة لعملية أستانا ونعول على أن تركيا ستلتزم بتعهداتها”.

وبشأن الدور الأمريكي في هذا الإطار أوضح لافرنتييف “أن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط لم يتم تحديدها حتى الآن من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة غير أنه خلال الاتصالات الهاتفية التي جرت مؤخرا بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب تم الاعلان عن دعم جميع الجهود الرامية إلى مكافحة الإرهاب وتحقيق السلام في الأراضي السورية لذلك نحن سنستمر في هذا العمل المشترك مع الطرف الأمريكي”.

جابري أنصاري: تطبيق مذكرة مناطق تخفيف التوتر في سورية سيسفر عن نتائج ملموسة على الأرض

إلى ذلك أعلن رئيس الوفد الإيراني إلى اجتماع أستانا 4 مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والإفريقية حسين جابري أنصاري أن مذكرة مناطق تخفيف التوتر في سورية التي تم التوقيع عليها في نهاية الاجتماع قد تؤدي إلى إحداث تغيرات جذرية في حال تطبيق مقرراتها على نحو صحيح.

وأعرب جابري أنصاري في تصريح للصحفيين اليوم عن أمله أن التوقيع على المذكرة سيسفر عن نتائج ملموسة على الأرض وسينهي الأزمة في سورية بأقرب وقت مشيراً إلى أن التنفيذ التام لبنود المذكرة سيبدأ بعد شهر من توقيع الدول الضامنة عليها.

وأوضح جابري أنصاري أن الإجراءات التحضيرية لتنفيذ المذكرة بصورة تامة ستستغرق مدة شهر مبينا أن وضع اللمسات الأخيرة عليها سيتم في إطار فريق العمل الروسي الإيراني التركي المشترك حول سورية.

وقال جابري أنصاري “اتفقنا على أن خبراء الدول الضامنة سيضعون جميع التفاصيل ضمن فريق العمل المشترك بما في ذلك تبادل خرائط المناطق التي يشملها نظام تخفيف التوتر ووقف التصعيد”.

وأضاف جابري أنصاري “إن الدول المشاركة في عملية أستانا ستعمل على أن يكون نظام وقف الأعمال القتالية أكثر استقرارا في سورية وأن يشمل جميع المناطق التي تدور فيها الأعمال القتالية فضلا عن أنها ستتخذ إجراءات فعالة لمحاربة الإرهاب في سورية”.

وفي تصريح لقناة العالم في وقت سابق اليوم أكد جابري أنصاري أن المذكرة الروسية حول مناطق تخفيف التوتر في سورية التي تم التوقيع عليها اليوم من قبل الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية خطوة إيجابية باتجاه الأمام معتبرا أنها أفضل وثيقة في إطار مسار أستانا حتى الآن.

وقال جابري أنصاري ناقشنا بالتفصيل هذه الوثيقة عبر اللجنة الثلاثية للخبراء واللجنة الثلاثية المشاركة في المؤتمر وتم التوافق على هذه الوثيقة المهمة ونامل أن تكون بداية خير للتغيير الحقيقي على الأرض في سورية باتجاه الخروج من الأزمة الحالية نحو شيء أفضل في المستقبل.

وكان وفد الجمهورية العربية السورية أجرى محادثات مع وزير خارجية كازاخستان خيرات عبد الرحمانوف قبيل انعقاد الجلسة العامة للاجتماع. وفي وقت سابق أعلن رئيس دائرة الصحافة التابعة لوزارة الخارجية الكازاخية أنور جايناكوف أنه من المتوقع حضور جميع المشاركين في اجتماع أستانا 4 حول سورية في الجلسة العامة للاجتماع.

وقال جايناكوف في تصريح للصحفيين اليوم في أستانا “إنه وفقا للمعلومات الأولية فان الجلسة العامة لاجتماع استانا 4 التي قد يشارك فيها جميع الوفود ستعقد عند الساعة الرابعة بتوقيت استانا” الواحدة ظهرا بتوقيت دمشق. ولم يؤكد جايناكوف أو ينفي حضور ممثلي “المعارضة المسلحة” في الجلسة العامة لكنه شدد على حضور جميع المشاركين في الاجتماع. وبدأت قبل ظهر اليوم وفود الدول الضامنة لوقف الأعمال القتالية في سورية وهي روسيا وإيران وتركيا اجتماعا في العاصمة الكازاخية استانا في إطار اجتماع استانا الرابع حول سورية.

             (المصدر: وكالة سانا  للانباء، بتاريخ 5/5/2017)