مسؤول روسي: روسيا قلقة من انضمام “الناتو ” إلى تحالف واشنطن بحجة محاربة “داعش” في سورية

موسكو-سانا

أكد النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فرانس كلينتسيفيتش اليوم أن قرار حلف شمال الأطلسي الانضمام رسميا إلى التحالف الاستعراضي الذي تقوده الولايات المتحدة بزعم محاربة “داعش” في سورية هو مجرد محاولة جديدة لمواصلة الجهود الغربية التي تستهدف تقويض الحكومة السورية.

وقال كلينتسيفيتش في حديث لوكالة سبوتنيك الروسية.. “لا يمكن لهذا القرار إلا أن يقلقنا” مشيرا إلى أنه من الواضح أن الأهداف التي ساقها الحلف لتبرير قراره بالانضمام لهذا التحالف ألا وهي محاربة الإرهاب هي مجرد أهداف شكلية معلنة وأن الهدف الحقيقي هو تعزيز دعم “المعارضة” بهدف تقويض الحكومة السورية.

وتابع قائلا.. “بما أن هذا القرار سيخالف القوانين الدولية فإننا سنطرح هذه المسألة على المنظمات الدولية وفي المقام الأول على الأمم المتحدة”.

الخارجية الروسية: علاقتنا مع الناتو في أسوأ حالاتها منذ الحرب الباردة

من جهة ثانية اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن علاقات موسكو مع حلف الناتو تمر بأسوأ حالاتها منذ أيام الحرب الباردة وذلك بمناسبة مرور 20 عاما على التوقيع في باريس على الوثيقة الأساسية للعلاقات المتبادلة والتعاون والأمن بين روسيا والحلف.

ونقلت وكالة انترفاكس عن الخارجية الروسية قولها في بيان تزامن مع قمة الناتو التي جرت في بروكسل أمس “أن العلاقات بين الجانبين تعاني من أزمة عميقة هي الأشد منذ الحرب الباردة” مؤكدة أن “تصعيد التوتر في العلاقات لم يكن اختيار روسيا بل هو نتيجة مباشرة للممارسات الهدامة والسلبية التي اعتمدها الحلف على مدى سنوات طويلة بهدف تحقيق الهيمنة العسكرية والسياسية في الشؤءون الأوروبية والعالمية”.

ودعا البيان إلى التوقف عن محاولات بناء العلاقات مع روسيا وفقا لآليات عصر المواجهة قبل فوات الأوان معتبرا “إن حالة العلاقات بين الحلف وروسيا تعتبر أحد أكبر العوامل السياسية العسكرية المحددة لوضع الأمن الأوروبي والدولي”.

ولفت البيان إلى أن الناتو يحاول إثبات الحاجة لوجوده عن طريق تهويل وتضخيم “أسطورة الخطر القادم من الشرق” وهو ما يعيق توحيد جهود الدول في مجال مكافحة التحديات والمخاطر المشتركة.

وانتقد بيان الخارجية الروسية أعمال الناتو “في تعزيز الجناح الشرقي للحلف وزيادة الوجود العسكري ونشر منشآت البنى التحتية العسكرية للحلف في المناطق الحدودية مع روسيا” معتبرا أن “الجلسة الختامية لقمة حلف الناتو في بروكسل وقرارات القمة ومفاجآت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب” تتعارض مع المصالح الحقيقية لدول الناتو ذاتها.

سلوتسكي: انضمام الناتو إلى ما يسمى ” التحالف الدولي” ضد الإرهاب إجراء سياسي شكلي

في السياق ذاته أعلن رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي أن الانضمام “غير القتالي” لحلف شمال الأطلسي ” ناتو” إلى ما يسمى ” التحالف الدولي ” المزعوم ضد الإرهاب بقيادة أمريكا ” ليس سوى إجراء سياسي شكلي”.

ولفت سلوتسكي في تصريح له اليوم إلى أن المجموعة الفضائية الجوية الروسية هي القوة الأجنبية الوحيدة المتواجدة في سورية بصورة شرعية وبدعوة من الحكومة السورية وتقوم بمكافحة الارهاب الدولي على أراضيها.

وبدأت القوات الجوية الروسية في الثلاثين من ايلول عام 2015 عملية عسكرية بناء على طلب من الدولة السورية لدعم جهود الجيش العربي السوري في مكافحة الارهاب تمكنت خلالها من الحد من قدرات تنظيم ” داعش” الإرهابي بشكل كبير إضافة إلى تدمير المئات من مواقعه والشاحنات التي كان يستخدمها لنقل النفط السوري المسروق إلى تركيا.

وأكد سلوتسكي أن روسيا دعت مرارا إلى إقامة تحالف واسع ضد تنظيمي ” داعش” و” جبهة النصرة” الإرهابيين لافتا إلى أن المهمة تتمثل بالقضاء على بؤرة الإرهاب في سورية وليس التدخل في شؤونها الداخلية .

وقال سلوتسكي : إن ” الغرب يواصل انتهاج خطه السابق ونأسف لأننا نرى عواقب هذا الخط في مانشستر وباريس ولندن وبروكسل وغيرها من المدن الأوروبية التي شهدت عمليات ارهابية مروعة خلال السنة الأخيرة”.

وكان ممثل روسيا الدائم لدى حلف شمال الأطلسي ” ناتو” الكسندر غروشكو أكد في مقابلة مع قناة روسيا 24 أمس أن انضمام الناتو ل التحالف الدولي المزعوم الذى تقوده واشنطن ضد تنظيم ” داعش ” الإرهابي “لن يشكل إضافة كبيرة لأن جميع دوله تعتبر مشاركة فيه بشكل أو بآخر”.