حلب تنفض غبار الإرهاب.. والحياة تعود إلى طبيعتها بخطوات متسارعة

في كل أرجاء مدينة حلب تتجسد عودة الحياة إلى طبيعتها بخطوات يزيد تسارعها يوما بعد يوم منذ لحظة إعلان المدينة خالية من الإرهاب أواخر العام الماضي بفضل تضحيات وبطولات الجيش العربي السوري في تأكيد على إصرار الأهالي على ممارسة أعمالهم الاعتيادية وإعادة ترميم منشآتهم ومنازلهم المتضررة بفعل الإرهاب.

عودة المنشآت الخدمية من مطاعم ومقاه وفنادق للعمل من جديد واستقبال المواطنين حتى ساعات متأخرة من الليل يوميا كانت إحدى مؤشرات عودة الحياة إلى طبيعتها في مدينة حلب حيث بدأ معظمها بنفض الغبار وإعادة ترميم ما تم تخريبه لتعود رويداً رويداً إلى العمل.

وشكلت المنشآت السياحية حول قلعة حلب الشامخة ابرز مثال للعودة من جديد للعمل من خلال إصرار أصحابها على إعادة ترميمها ووضعها في الخدمة بشكل تدريجي ومنها “مقهى خان الحرير” الأثري أمام القلعة الذي أعيد افتتاحه مؤخراً ليشكل متنفساً لأهالي حلب ورافداً للسياحة والسياح.

يقول صاحب المقهى بشير قزموز “لقد تعرض المبنى لأضرار كبيرة وتهدم جزء منه جراء سقوط قذائف الحقد والإجرام عليه وبعودة الأمن والاستقرار لمدينة حلب وخروج المجموعات الإرهابية منها بدأنا العمل على إعادة تأهيل المكان حيث قدمت المحافظة المساعدة عبر فتح الطرقات وترحيل الأنقاض وتأمين شبكات المياه والكهرباء إضافة للتنسيق مع مديرية حلب القديمة لإعادة الترميم بما يتناسب والهوية التاريخية للمبنى والحفاظ على الحجر الحلبي القديم الأبيض إضافة لاستمرار العمل لتركيب الشمسيات الخشبية.

ويشير صاحب المقهى إلى انه فور الانتهاء من أعمال الترميم تمت إعادة افتتاح المقهى الذي شهد اقبالاً جيداً من قبل المواطنين والأهالي ولساعة متأخرة من الليل والعمل مستمر لإعادة الأثاث التراثي للمنشاة وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل أن تطاله يد الإجرام ليرسم الصورة البهية عن المكان.

ويشير عبد الله عجم صاحب منشأة ومطعم “بيرويا” في محيط قلعة حلب إلى أنه رغم تهدم أجزاء من السقف والجدران من المبنى كان الإصرار على إعادة احيائه من جديد وترميم وصيانة ما تخرب منه والمطعم حالياً في طور التأهيل النهائي ومن المتوقع افتتاحه ووضعه بالخدمة خلال فترة قريبة جداً لا تتعدى الشهر.

ويقول طلال عطار صاحب مطعم “دار ورد” ومقهى “الأريكة” أن لاصالة حلب القديمة أثراً كبيراً في نفسه وقد عاد من بلاد الاغتراب ليعيد احياء منشآته التي دمرتها يد الإرهاب الوحشية وأنه يشعر بالسعادة لعودته إلى حلب مبيناً أنه قام بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية بترحيل الأنقاض وإعادة بناء المنشأة ووضعها بالاستثمار خلال فترة قصيرة لا تتعدى الثلاثة أشهر حيث يجري العمل على قدم وساق لإعادة الصورة الحضارية والسياحية اللائقة التي كانت تتمتع بها على مر الزمان وكانت قبلة للسياحة والأهالي من حلب.

ويلفت أمير ريغا صاحب فندق “ريغا بلاس” الذي يقع على أطراف المدينة القديمة إلى ان منشأته تعرضت لخراب جراء سقوط قذائف الحقد والغدر التي كانت تطلقها المجموعات الإرهابية من تكسير لزجاج وتهدم جزئي لبعض الجدران والأسقف وقد عملنا على إعادة تأهيل ما تم تدميره وبزمن قياسي والعمل مستمر لترميم ما تبقى وقد عدنا للعمل منذ ثلاثة أشهر وتجهيز المطاعم وغرف الإقامة ونحن مستعدون لاستقبال كل من يزور حلب من الزوار والسياح وتقديم الخدمات اللازمة لهم.

ويقول المهندس باسم خطيب مدير السياحة بحلب أن “المديرية وضعت في خطتها الاهتمام بالمنشآت السياحية ضمن حلب القديمة وتقديم كل التسهيلات اللازمة للمستثمرين حيث يتم العمل على تأهيل “8” منشآت سياحية من مطاعم ومقاه وفنادق بالتنسيق مع مديريات الأوقاف والآثار والمدينة القديمة من خلال منح التراخيص المجانية والإعفاء من الرسوم وتقديم الاستشارات الفنية المجانية إضافة للعمل على ترحيل الأنقاض وفتح الشوارع.

ويوضح خطيب أنه تم البدء بأول مشروع وهو فندق “الكارلتون” من خلال عزل الأحجار الأثرية وترحيل الأنقاض للبدء بإعادة البناء وتأهيل وصيانة منشآت مبنى الخدمات الفنية القديمة ومبنى غرفة الزراعة وخان الشونة والسرايا القديمة وحمام يلبغا الناصري الأثري.

(المصدر: وكالة سانا للانباء، بتاريخ 20/7/2017)