بوتين: الأولوية لإطلاق عملية التسوية السياسية للأزمة في سورية..الوقاحة الأمريكية تستلزم الرد المناسب

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تعطي الاولوية لتأمين الظروف المناسبة من أجل إطلاق عملية التسوية السياسية للأزمة في سورية “ووقف نزيف الدماء”.

وقال بوتين في مؤتمر صحفي مع نظيره الفنلندي ساولي نينيستي بعد محادثات ثنائية بينهما في فنلندا اليوم: “إن السوريين عبر الحوار الشامل وتحت رعاية الأمم المتحدة وعلى أساس قرار مجلس الامن 2254 يجب عليهم أن يقرروا شكل وصيغة الدولة التي سيعيشون فيها”.

يشار إلى أن بوتين اتفق مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب خلال لقائهما في مدينة هامبورغ الالمانية مؤخرا على اقامة منطقة تخفيف التوتر في جنوب سورية.

الوقاحة الأمريكية تجاهنا تستلزم الرد المناسب

وأكد الرئيس الروسي أن روسيا ستكون مضطرة للرد على “الوقاحة من قبل الولايات المتحدة” رغم انها ملتزمة بالصبر وضبط النفس في مواجهة التصرفات الأمريكية تجاهها.

وكان مجلس النواب الأمريكي تبنى أول من أمس مشروع قانون يفرض عقوبات جديدة على روسيا ويتيح فرض عقوبات على شركات أوروبية تعمل في قطاع الطاقة في روسيا.

وقال بوتين “نتعرض ومنذ فترة طويلة لأعمال استفزازية مستمرة.. وقاموا بطرد عدد كبير من دبلوماسيينا دفعة واحدة ومن دون توضيح أي أسباب وثم صادروا ممتلكاتنا الدبلوماسية الأمر الذي يخرج عن المنطق لأنه يتناقض مع جميع مبادئ القانون الدولي في مجال العلاقات الدبلوماسية.. والعقوبات الجديدة أيضا تعد غير شرعية على الإطلاق من وجهة نظر القانون الدولي وهي تنتهك مبادئ التجارة الدولية وقواعد منظمة التجارة العالمية”.

ولفت الرئيس بوتين إلى أن الصبر الروسي بدأ ينفد من التصرفات الأمريكية الوقحة قائلا “إننا ملتزمون في تصرفاتنا كما تعلمون بأقصى درجات ضبط النفس وبصبر كبير لكننا سنكون مضطرين إلى الرد في لحظة ما ليس من الممكن أن نتسامح مع الوقاحة إزاء بلادنا” مشيرا إلى أن شكل هذا الرد وتوقيته يتوقفان على الصيغة النهائية لمشروع القانون حول العقوبات الجديدة ضد روسيا الذي يجري حاليا بحثه في الكونغرس الأمريكي.

وحذر بوتين من أن “هذه الخطوة ستثير حال اتخاذها أسفا كبيرا لأنها تمثل عملا يجري تنفيذه في ملابسات مشددة وبتعال خاص” مؤكدا “أن تبني السلطات الأمريكية مشروع القانون هذا سيمثل محاولة واضحة لاستفادة الولايات المتحدة من مواقعها الجيوسياسية لضمان تنفيذ مصالحها الاقتصادية على حساب حلفائها”.

يذكر أن مجلس النواب الأمريكي تبنى يوم 25 تموز الجاري مشروع قانون ينص على توسيع العقوبات التي سبق أن فرضتها الولايات المتحدة على روسيا وإيران وكوريا الديمقراطية وأنه في حال تبنى مجلس الشيوخ المشروع بشكله الحالي ستصبح الحزمة الجديدة من العقوبات الأمريكية ضد روسيا الأوسع نطاقا منذ العام 2014 لأنها ستطال مشروع السيل الشمالي لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا إضافة إلى إضفاء صفة القانون على العقوبات السابقة التي تم فرضها بأوامر تنفيذية صادرة عن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما كما ستصيب الشركات الاوروبية المتعاملة مع روسيا الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراض ووصف العقوبات الأمريكية بأنها خطوة أحادية من جانب واشنطن.

موسكو تقيم سير الأعمال في التوافق على مناطق تخفيف التوتر في سورية بشكل إيجابي

من جانبه أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أن موسكو تقيم سير الأعمال في التوافق على مناطق تخفيف التوتر في سورية “بشكل إيجابي”.

وقال بيسكوف للصحفيين اليوم في موسكو ردا على سؤال حول كيفية تقييم موسكو التقدم المحرز في إنشاء مناطق تخفيف التوتر في سورية: “إنه إيجابي ولا يخلو من الصعوبات ولكن تظهر ديناميكية إيجابية في الأماكن التي بدأت هذه المناطق العمل فيها بالفعل”.

وأضاف بيسكوف: “من الضروري مواصلة العمل في الاتفاق على منطقتين أخريين من مناطق تخفيف التوتر.. ولكن بشكل عام يبقى التقييم إيجابيا”.

يذكر أن الدول الضامنة لاتفاق وقف الاعمال القتالية في سورية وقعت خلال الجلسة العامة لاجتماع أستانا 4 في العاصمة الكازاخية في الرابع من أيار الماضي على المذكرة الروسية الخاصة بمناطق تخفيف التوتر كما اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائهما في مدينة هامبورغ الألمانية مؤخرا على إقامة منطقة تخفيف التوتر في جنوب سورية.

ضرورة إرسال خبراء دوليين لتقصي حقيقة حادث الاستخدام المزعوم للسلاح الكيميائي بخان شيخون

كما جددت روسيا التأكيد على ضرورة إرسال خبراء دوليين لتقصي حقيقة حادث الاستخدام المزعوم للسلاح الكيميائي في خان شيخون بريف إدلب الذي تذرعت به الولايات المتحدة لشن عدوان سافر ضد سورية استهدف مطار الشعيرات بريف حمص.

ودعت سورية وروسيا وإيران عدة مرات إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف فيما جرى في خان شيخون بريف إدلب لكن الدول الغربية تعرقل ذلك حتى الآن بهدف الاستمرار بتوجيه الاتهامات السياسية إلى سورية من أجل تبرير خطواتها العدائية.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن القائم بأعمال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة بيوتر إيلييتشيف قوله في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش: إن “روسيا تصر على ضرورة زيارة خبراء الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لبلدة خان شيخون السورية ومطار الشعيرات العسكري وتدعو إلى عدم الاعتماد على إفادات شهود العيان فقط”.

ووصف إيلييتشيف تقرير بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سورية حول الحادثة المذكورة بأنه “متحيز” مشيرا إلى أن تجاهل قواعد التحليل غير المتحيز وعدم حضور المنظمات الدولية يعطي للجميع إمكانية استغلال حادثة استخدام المواد الكيميائية في المنطقة “لأغراضهم العسكرية والسياسية الضيقة”. وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين نفى بشكل قاطع في الرابع من نيسان الماضي قيام الحكومة السورية باستخدام الغازات السامة في خان شيخون أو في أي مدينة أو قرية سورية أخرى وأكد أن الجيش العربي السوري ليس لديه أي نوع من الأسلحة الكيميائية ولم يستخدمها سابقا ولن يستخدمها لاحقا ولا يسعى إلى حيازتها أصلا كما ثبت أن الجيش العربي السوري لم يستخدم مثل هذه الأسلحة في أصعب المعارك التي خاضها ضد التنظيمات الإرهابية.

 (المصدر: وكالة سانا للانباء، بتاريخ 28/7/2017)