اضطرت طائرة شركة “سيبيريا ايرلاينز – اس 7” التي تقل نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري روغوزين إلى عبور المجال الجوي لرومانيا تفاديا لعبور المجال الجوي الأوكراني بعد أن عبرت كل من بيلاروسيا وبولندا وسلوفاكيا والمجر. ومن خلال رومانيا كانت الطائرة تسعى للوصول إلى جمهورية مولدوفا ولكن السلطات الرومانية منعت الطائرة من عبور أجواء رومانيا، مما اضطر الطائرة للهبوط في مينسك.
هذا وقد اعتبر وزير الخارجية الروسية تصرف رومانيا استفزازاً متعمداً ، عرض للخطر ركاب الطائرة، ومنعت دميتري روغوزين من لقاء الرئيس المولدوفي ايغور دودو، والمشاركة أيضا في احتفال بمناسبة مرور 25 عاما على بدء عملية السلام في ترانسنيستريا، وهذا التصرف سوف يؤثر تأثيراً خطيراً على العلاقات الثنائية، وأرسلت الوزارة مذكرة للقائم للأعمال الروماني في موسكو للحصول على توضيحات بشأن منع عبور الطائرة الروسية.
وبعد هذا الحادث مباشرة كتب دميتري روغوزين على حسابه الخاص على تويتر “لقد عرضت السلطات الرومانية حياة الركاب للخطر، وبينهم نساء وأطفال، والوقود كان بالكاد يكفي للوصول إلى مينسك.. انتظروا رداً أيها الحقراء”.
من جانب آخر، أشار الرئيس المولدوفي ايغور دودون إلى وجود حملة تستهدف تدمير العلاقات المودوفية الروسية، متهماً عضو مجلس النواب الروماني كونستانتين كودريانو بتنظيم احتجاجات في مطار كيشيناو ضد زيارة روغوزين إلى جمهورية مولدوفا.
وقال دودون وهي سياسي موالٍ لروسيا في سياق هذا الحادث إن الحزب الديمقراطي المولدوفي الحاكم وبعض الموالين للاتحاد مع رومانيا يحضّرون لجمهورية مولدوفا وبمساعدة الدول الغربية سيناريو مشابه لما حدث في أوكرانيا.
وفي هذا السياق أعلنت وزارة الخارجية الرومانية أن الطائرة التي كانت تقل نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري روغوزين، هي طائرة مدنية تابعة لشركة ايروفلوت وكانت في رحلة عادية ، وفي هذه الحالة لاتخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي. كذلك، اعتبر وزير الدفاع الروماني أدريان تسوتسويانو أن رد فعل روغوزين “خطأ غير مناسب، حتى أستخدم كلمات أخرى.”
وقال وزير الدفاع “إن الوضع الأمني في منطقة البحر الأسود تجبرنا على تعزيز الجبهة الشرقية للتحالف، وعلينا القيام بالمشتريات الضرورية لتجهيز الجيش الروماني. لقد قرأت تصريحات السفير الروسي في رومانيا، والذي يحاول تبرير بعض النشاطات التي تدعمها روسيا في المنطقة.. اعتقد أن علينا الاهتمام بشؤوننا وبالتنمية الاقتصادية، وفي الوقت نفسه أن نقوم بما هو ضروري لرفع مستوى الأمن وردع بعض العمليات العدائية”. وقال روغوزين بأن وزير الخارجية الرومانية تجنب هبوط الطائرة التي كان على متنها قادمة من كازاخستان خوفاً من عدم سماح السلطات الروسية لها بالهبوط في مطار موسكو ، في حين يطلب يطالب نواباً روس بفرض حظر على طائرات الشركات الرومانية، مضيفاً بأن رومانيا أصبحت ألعوبة بيد الولايات المتحدة الأمريكية وذلك على حساب الواقع ومصالحها الوطنية مثل نشرها صواريخ اعتراضية على أراضيها. وأضاف روغوزين بأن هذه التمثيلية المخجلة التي قامت بها السلطات الرومانية سيليها رداً قاسياً من روسيا. من جانب آخر كان لغريغوري كاراسين ، معاون وزير الخارجية الروسية ، نبرة أكثر اعتدالاً، إذ قال بأن الرد الروسي سيدرس بعد تقديم السفارة الرومانية لتوضيحات بشأن هذا الحادث.
(المصدر: الموقع الرسمي للخارجية الرومانية، بتاريخ 31/7/2017)