مدنيو الرقة عالقون بين غارات التحالف وحصار إرهابيي (داعش)

                         

بين القصف الممنهج وقنابل الفوسفور الأبيض “للتحالف الأمريكي” وحصار إرهابيي “داعش” وجرائمهم بات آلاف المدنيين بالرقة في خطر داهم وأصبح الموت يتربص بهم إما بالقصف المباشر أو بسبب نقص المواد الغذائية والطبية جراء الاستهداف المتعمد للمشفى الوطني الذي تعرض لغارات عديدة من التحالف خلال الأسابيع القليلة الماضية بحسب التقارير الواردة من المدينة المحاصرة.

“التحالف الدولي” اللاشرعي وبحسب التقارير قتل منذ مطلع الأسبوع الجاري أكثر من 100 مدني وأوقع عشرات الجرحى في غارات تستهدف المدنيين الذين تقطعت بهم السبل وذلك في جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائمه الموصوفة بحق السوريين الأمر الذي يحتم على الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي التدخل فورا لحل هذا التحالف ومحاسبة مسؤولية.

منظمة العفو الدولية تنبهت للواقع المأساوي الرهيب الذي يعيشه مدنيو الرقة حيث حذرت كبيرة المستشارين لمواجهة الأزمات في المنظمة دوناتيلا روفيرا من أن “آلاف المدنيين محاصرون وسط حالة من التيه القاتل في الرقة مع اشتداد حدة الاشتباكات خلال معركة الاستيلاء على الرقة من تنظيم داعش”.

وسبق لنائب رئيس فرع الهلال الأحمر في الرقة دينا الأسعد أن أكدت ان ما تشهده مدينة الرقة ليس تحريرا بل تدمير حيث لم تبق مدرسة أو مسجد أو مخبز حتى المباني الحكومية تم تدميرها بشكل كامل وآبار المياه التي يتزود منها المدنيون بعد قطع خط المياه الرئيسي الذي يغذي المدينة من نهر الفرات تعرضت للقصف.

ودعت روفيرا واشنطن والقوات التابعة لها إلى “مضاعفة الجهود لحماية المدنيين وتجنب الهجمات غير المتناسبة والقصف العشوائي وفتح طرق آمنة لهم للابتعاد عن نيران القصف”.

وفتح الجيش العربي السوري في تموز الماضي 4 معابر إنسانية لخروج المدنيين من مدينة الرقة بهدف حمايتهم وإنقاذهم من غارات التحالف واعتداءات تنظيم “داعش” الإرهابي وقد تمكنت العديد من العائلات من الخروج عبر هذه المعابر والوصول إلى مناطق سيطرة الجيش في الريف الجنوبي حيث تم نقلهم إلى مراكز إقامة موءقتة في حماة.

وأكدت المسؤولة في منظمة العفو الدولية أن “المدنيين يحاولون يوميا الفرار من الرقة لكنهم يواجهون مخاطر عدة ناتجة عن نيران الاشتباكات والقصف حيث نقلت عن محمود وهو احد سكان منطقة الدرعية في مدينة الرقة الذين تمكنوا من الفرار قوله ” كان الوضع رهيبا.. لم يسمح لنا بالمغادرة.. ولم يكن لدينا طعام ولا كهرباء.. وكان القناصون يحاصروننا”.

وانتقدت روفيرا أساليب التحقيق التي يعتمدها التحالف الدولي حول سقوط الضحايا المدنيين حيث لا تتضمن تحقيقاته زيارات ميدانية او مقابلات مع شهود معتبرة أن “الاعتماد على منهجية محدودة توءدي بالتحالف إلى اعتبار تقارير كثيرة فاقدة للمصداقية او غير حاسمة” وداعية “إلى وضع آلية تحقيق مستقلة وحيادية للتدقيق في التقارير حول الضحايا المدنيين”.

وأقر التحالف الدولي باستخدام قنابل الفوسفور الأبيض في حزيران الماضي خلال عدوانه على السوريين في الرقة التي وقعت فيها عشرات المجازر وراح المئات من سكانها ضحايا قصف التحالف العشوائي إضافة إلى وقوع دمار كبير في المشفى الوطني والبنى التحتية الخدمية فيها.

وشددت روفيرا على أن “الوحشية المروعة التي يواجهها المدنيون المحاصرون في مدينة الرقة على أيدي تنظيم “داعش” لا تقلل من الالتزامات القانونية الدولية لأطراف القتال الأخرى في أن تحمي المدنيين”.

(المصدر: وكالة سانا للانباء، بتاريخ 25/8/2017)