رهانات القمة الثلاثية “تركيا – روسيا – إيران” المخصصة للوضع في سورية

أجرى الرئيس السوري بشار الأسد، زيارة مفاجئة إلى روسيا مساء الاثنين 20/11/2017 استغرقت عدة ساعات ، زيارة ظلت سرية حتى صباح الثلاثاء 21/11/2017.

وأجرى الزعيم السوري في سوتشي مناقشات مطولة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وذلك في سياق القمة الثلاثية (تركيا – روسيا – إيران) التي ستنعقد الاربعاء 22/11/2017. ماذا بحث الأسد مع بوتين؟

ويرى مراسل “رادو فرانس انترناتسيونال”  (RFI) في روسيا، أن “زيارة الرئيس بشار الأسد إلى سوتشي والتي استغرقت 4 ساعات، بقيت سرية لأسباب أمنية، ومن أجل التحضير للقاء جديد بين الرئيسين”.

لقد أصبح الرئيس الروسي ومنذ عامين طرفاً أساسياً في الأزمة السورية. آخر لقاء بين الزعيمين جرى في موسكو في تشرين الأول 2015 بعد أيام قليلة من التدخل العسكري الروسي في سورية. ومنذ ذلك الحين وحتى الآن لم يغادر الرئيس بشار الأسد سورية ، على الأقل رسمياً.

تظهر الصور التي التقطت يوم الاثنين (20/11/2017) في سوتشي الرئيسين الروسي والسوري يتعانقان بحرارة. لقد شكر الأسد حليفه الروسي، من اجل “المساندة والمساعدة التي قدمتها روسيا للدفاع عن أراضي واستقلال بلدنا. منذ تدخل روسيا منذ أكثر من عامين، سجلنا العديد من النجاحات الكبرى، واسترجعنا أجزاء كثيرة من سورية اضطررنا للتخلي عنها وحررناها من الإرهابيين”.

بدوره، هنأ الرئيس فلاديمير بوتين نظيره السوري على النتائج التي تم الحصول عليها في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكداً ضرورة التوصل إلى حل سياسي للصراع السوري، يتم عن طريق التفاوض بين النظام في دمشق والمعارضة، وقال: “القضية الرئيسية هي التوصل إلى تسوية سياسية سلمية بعد هزيمة الإرهابيين، والتوصل إلى حل طويل الأمد في سورية. وهذا هو السبب الذي جعلني أرغب أن أتحدث معكم حول تنظيم “مؤتمر الشعب السوري”، وهو مشروع تدعمونه“.

جدير بالذكر أن الرئيس فلاديمير بوتين يرغب في تنظيم “مؤتمر الشعب السوري” في بداية شهر كانون الاول 2017 في سوتشي، حيث ستتم دعوة جميع المجموعات الإثنية في سورية، وجميع أطراف الصراع. وبالنسبة لزعيم الكرملين، انتهت المرحلة العسكرية من التدخل الروسي في سورية، لذلك يجب تسريع العملية السياسية.

ما هي رهانات القمة الثلاثية؟

سيشارك في  قمة سوتشي كل من رجب طيب أردوغان (تركيا)،  وحسن روحاني (ايران)، وكلاهما معني بالملف السوري. تركيا إلى جانب المتمردين، وإيران على جانب دمشق. كلا الدولتين تشارك في اجتماعات أستانا، عاصمة كازاخستان. ومنذ بداية هذا العام، سمحت المفاوضات التي بدأتها موسكو لممثلي النظام والمعارضة الاجتماع حول نفس الطاولة، حيث نوقشت القضايا العسكرية والفنية، وظهرت النتائج على أرض الواقع، فقد تراجعت التوترات وأنشئت ما يسمى بـ “مناطق تخفيف التوتر”، وتود موسكو الاعتماد على هذه النتائج لاعادة إطلاق العملية السياسية.

يهدف لقاء الرئيس الروسي مع نظيريه الايراني والتركي الانتقال إلى مرحلة جديدة، هي التحول من مناقشة الأمور العسكرية إلى مناقشة الأمور السياسية. وحتى الآن، كانت جميع محاولات إنهاء الحرب في سورية تتوقف عند موضوع مصير الرئيس بشار الأسد، والآن بعد أن نجح الرئيس الأسد بمساعدة الروس في استعادة جزء كبير من الأراضي السورية، ويظهر الآن قوياً ومن الصعب إخراجه من المعادلة.. وفي الواقع، حتى الأميركيين والفرنسيين لم يعد يطالبون برحيل الأسد عن السلطة كشرط مسبق لحل الأزمة السورية. ووفقا لمتخصص روسي ، قال للوكالة الفرنسية للانباء “أخيراً، يبدو أن انقرة ستكون وراء الكواليس أكثر تصالحاً مع فكرة بقاء الأسد.

كذلك، هناك دول أخرى تدخلت في سورية، ولكن وبنسبة أقل، ولهذا السبب اتصل فلاديمير بوتين بتاريخ 21/11/2017 مع العديد من الزعماء الإقليميين أو غير الإقليميين، مثل: دونالد ترامب، الملك سلمان، ملك المملكة العربية السعودية، وأمير قطر. ولكن بالنسبة للعديد من المراقبين، لن يتم التعويل سوى على ثلاثة دول بالنسبة لمستقبل سورية، وهي دول غير عربية ولا أميركية، بل تركيا وروسيا وإيران فقط.

وبعد أن أصبحت دمشق أكثر قوة أمام المتمردين والجهاديين بفضل الدعم العسكري الروسي، قام بوتين بزيادة اتصالاته من منظور الجولة الجديدة من المفاوضات في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة والتي ستنعقد بتاريخ 28 تشرين الثاني 2017. كذلك تستعد السعودية أيضا لقمة جينيف من خلال عقد اجتماع في الرياض بتاريخ 22/11/2017 تشارك فيه جميع فصائل المعارضة السورية، التي لا تزال مرتبطة إلى حد كبير بعملية جنيف وبنسبة أقل بعملية استانا.

       (المصدر: راديو فرانس انترناتسيونال رومانيا ، بتاريخ 21/11/2017)