قمة سوتشي الثلاثية تؤكد على بذل الجهود لإحلال الاستقرار في سورية والحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها

 أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيراه الإيراني والتركي عزمهم على مواصلة التعاون الفعال بين الدول الثلاث لإعادة الأمن والاستقرار إلى سورية مشددين على التزامهم الراسخ بسيادتها واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها.

وجاء في البيان الختامي للقمة التي جمعت رؤوساء الدول الثلاث فلاديمير بوتين وحسن روحاني ورجب طيب أردوغان في مدينة سوتشي الروسية اليوم أن الرؤوساء الثلاثة أكدوا العزم على مواصلة التعاون الفعال بين دولهم لإحلال الاستقرار في سورية وفق قرار مجلس الامن الدولي 2254.

وأعرب الرؤوساء الثلاثة في البيان عن الارتياح للمستوى الحالي للتنسيق الثلاثي بصدد صون وتعزيز نظام وقف الأعمال القتالية في سورية الذي تعتبر إيران وروسيا وتركيا ضامنة له.

وأوضح البيان أنه بعد أحد عشر شهراً من التوصل إلى اتفاق وقف الأعمال القتالية في ال29 من كانون الأول الماضي تم الاقتراب بصورة حاسمة من القضاء على تنظيمي “داعش” وجبهة النصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية التي صنفها مجلس الأمن كتنظيمات إرهابية مؤكداً على مواصلة التعاون بهدف القضاء عليها نهائيا.

وأشار البيان إلى أن إنشاء مناطق تخفيف التوتر في سورية في إطار عملية أستانا كان فعالًا جداً وساعد إلى حد كبير في تخفيض مستوى العنف والمعاناة لإانسانية والبدء بالعمل لتوفير الظروف لعودة المهجرين مبينين أن صيغة أستانا وإنجازاتها غدت أداة فعالة للإسهام بتحقيق الاستقرار في سورية.

ولفت البيان إلى أن الدول الثلاث ستواصل جهودها المنسقة في السير نحو تخفيف مستوى التوتر والتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة عبر عملية شاملة يحققها السوريون بأنفسهم وتناقش المسائل المتعلقة بالدستور والانتخابات.

ووفقا للبيان فأن الرؤوساء الثلاثة أكدوا من جديد التزامهم الراسخ بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها مشددين على أن إنشاء مناطق تخفيف التوتر أو أي مبادرة سياسية لحل الأزمة في سورية ينبغي ألا تقوض تحت أي ظرف من الظروف سيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية.

وأعرب البيان عن تأييد الدول الثلاث إجراء حوار واسع النطاق بين السوريين يضم ممثلين عن جميع مكونات المجتمع السوري داعياً ممثلي الحكومة السورية والمعارضة الملتزمة بسيادة الدولة السورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها إلى المشاركة البناءة في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي الذي سيعقد قريبا ومبيناً أن الدول الثلاث اتفقت على العمل بنشاط لتعزيز نجاح المؤتمر وستجري مشاورات لتحديد المشاركين فيه.

وأكد البيان الحاجة إلى وصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها بسرعة مشيراً إلى ضرورة أن يتخذ السوريون تدابير لبناء الثقة من أجل تهيئة ظروف أفضل للعملية السياسية ووقف الاعمال القتالية بصورة مستدامة.

ودعا البيان المجتمع الدولي إلى دعم الاستقرار وعملية تخفيف التوتر في سورية بما في ذلك توفير مساعدة إضافية للشعب السوري وتيسير إزالة الألغام والحفاظ على التراث التاريخي ودعم المرافق الاجتماعية والاقتصادية.

وأعرب البيان عن أمل الدول الثلاث بأن يكون للتقدم الحاصل لحل الأزمة في سورية أثر إيجابي على الوضع العام في المنطقة مشيراً إلى إمكانية عقد اجتماع مرة أخرى إذا لزم الأمر.

وفي مؤتمر صحفي في ختام القمة الثلاثية أوضح الرئيس الروسي أن البيان المشترك يحدد اتجاهات ومجالات التعاون المستقبلية بين روسيا وإيران وتركيا لحل الأزمة فى سورية.

وقال بوتين :”اتفقنا على بذل الجهود فى المستقبل من أجل إحلال الاستقرار فى سورية والحفاظ على سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها وأكدنا على تفعيل تعاوننا المشترك لدحر تنظيمي “داعش” وجبهة النصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية لافتاً إلى أن النجاحات الميدانية في محاربة الإرهاب تفتح مرحلة جديدة ونوعية لتسوية الأزمة فى سورية.

وأكد بوتين أن الدول الثلاث متفقة على ضرورة مواصلة مسار أستانا والحفاظ على نظام وقف الأعمال القتالية وتثبيت مناطق تخفيف التوتر وزيادة الثقة المتبادلة بين السوريين مضيفاً نحن مصرون على تهيئة الظروف لعقد حوار سوري سوري شامل بناء على قرار مجلس الامن 2254 .

ولفت بوتين إلى أن الدول الضامنة أعربت عن دعمها عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي بمشاركة واسعة من قبل جميع مكونات الشعب السورى مبينا أنه تم تكليف وزارات الخارجية والدفاع فى الدول الثلاث تحديد أطر زمنية وتحضيرية لعقد مؤتمر سوتشي الذي سيناقش المسائل المتعلقة بالدستور والانتخابات مشدداً على أن السوريين هم وحدهم من يقررون مستقبل بلادهم بأنفسهم.

وقال بوتين:” أطلعنا زملاءنا على نتائج لقائنا مع الرئيس بشار الأسد وأكدنا على تمسك الحكومة السورية بمبادىء التسوية السياسية والاستعداد لاجراء التعديل الدستورى وتنظيم الانتخابات.

وأوضح الرئيس الروسي أن الدول الثلاث تطرقت إلى موضوع إعادة الإعمار في سورية وضرورة المساعدة في أحياء قطاعات الصناعة والزراعة والتجارة لافتا إلى أهمية زيادة حجم المساعدات الانسانية للسكان وتطهير أراضي سورية من الألغام بشكل كامل والحفاظ على التراث التاريخي والثقافي.

وأعرب بوتين فى ختام كلمته عن أمله فى أن تسهم الاتفاقات التى تم التوصل إليها فى القمة بتسريع عملية تسوية الأزمة في سورية وبالتالي سيكون من شأن ذلك التأثير بشكل إيجابي جداً على الوضع في منطقة الشرق الأوسط .

من جانبه قال الرئيس الإيراني حسن روحاني :”إن أهمية توقيت هذا اللقاء تأتي من أننا نستطيع اتخاذ القرارات المؤثرة لدعم اجتماعات أستانا وإعادة الاستقرار الى سورية “.

وأضاف روحاني:” أن هذا اللقاء مفيد جداً حيث تبادلنا الآراء حول عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري بمشاركة جميع ممثلي الشعب السوري وخلق الظروف الملائمة لبحث الدستور وإجراء الانتخابات”.

وتابع روحاني أن إيران وروسيا وتركيا اتفقت على إجراء لقاءات على مستوى وزراء الخارجية وكذلك ممثلين عن الهيئات الخاصة لهذه الدول لضمان الظروف الملائمة لعقد مؤءتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي معربا عن تفاؤله بأن هذا المؤتمر سيشكل خطوة جديدة لتحقيق السلام والاستقرار في سورية.

ودعا روحاني جميع دول العالم لدعم الحل السياسي للأزمة في سورية واطلاق عملية إعادة الاعمار.

ولفت الرئيس روحاني الى أنه تم تدمير معظم قواعد تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق مبيناً أنه من غير المسموح استخدام الإرهاب كأداة لتحقيق أهداف أي دولة وإلا فسيتحول إلى تهديد لجميع الدول.

بدوره قال رئيس النظام التركي :”بحثنا الخطوات التي يجب علينا اتخاذها لحل الأزمة في سورية وضرورة تعزيز اتفاق مناطق تخفيف التوتر والخطوات التي ستساعد في عملية جنيف بناء على النتائج الإيجابية التي تم التوصل اليها في أستانا مضيفا اتفقنا على ضرورة تنسيق جهودنا لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي جاء بمبادرة من قبل الجانب الروسي .

بوتين: وضع برنامج شامل بعيد المدى لإعادة الإعمار في سورية

وكان الرئيس بوتين أكد في مستهل القمة الثلاثية أن الأعمال القتالية ضد الإرهابيين في سورية تشارف على الانتهاء مشددا على أن الشعب السوري هو من يحدد مستقبله بنفسه.

وقال بوتين  “يمكن التأكيد أننا بلغنا مرحلة جديدة تفسح المجال أمام التسوية السياسية الحقيقية للأزمة في سورية” لافتا إلى أن الجهود التي بذلتها الدول الثلاث حافظت على وحدة الأراضي السورية ووفرت فرصة حقيقية لحل هذه الأزمة.

وأضاف بوتين “في الواقع تم توجيه ضربة حاسمة للإرهابيين في سورية ما أتاح فرصة حقيقية لإنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات.. ويمكننا التفكير بشأن وضع برنامج شامل بعيد المدى لإعادة الإعمار في سورية”.

ولفت بوتين إلى أن إطلاق اجتماعات استانا قبل نحو عام أتاح للمرة الاولى جمع ممثلي الحكومة السورية و”المعارضة” حول طاولة واحدة مبينا أن سبع جولات من الاجتماعات توجت بسلسلة قرارات مهمة بما في ذلك إقرار مناطق تخفيف التوتر واتفاق وقف الأعمال القتالية.

وأوضح الرئيس الروسي أن غاية مؤتمر الحوار الوطني السوري المزمع عقده في سوتشي الروسية تتمثل في جمع أوسع طيف من السوريين معربا عن ثقته بأن الحوار خلال المؤتمر سيكون مثمرا.

روحاني: بعض الدول لا تتخلى عن استخدام الإرهاب لتحقيق أهدافها

من جهته قال الرئيس الإيراني حسن روحاني “إن لقاء سوتشي اليوم يفتح آفاقا جديدة لإنهاء الأزمة في سورية مشيرا إلى ” أن روسيا وتركيا وإيران عملت على توفير الأرضية المناسبة لإنجاز تسوية سياسية للأزمة في سورية”.

وأضاف روحاني “نحن اليوم على أعتاب الحوار السوري السوري” مؤكدا أن الشعب السوري لن يسمح بالتدخل الخارجي في شؤونه الداخلية ويعارض أي خطوة تمس بسيادة بلده ووحدة ترابه.

ولفت روحاني إلى أن “سورية حاربت الارهاب منذ ست سنوات والازمة فيها كانت مصحوبة منذ البداية بتدخلات اجنبية ودعم للإرهابيين من الخارج وهذا ما اطال إيجاد حل لها” مبينا أن بعض الدول لا تتخلى عن استخدام الإرهاب لتحقيق أهدافها.

وأشار روحاني إلى أن بلاده وقفت الى جانب الشعب السوري وحكومته في التصدي للإرهاب بدعوة من الحكومة السورية وهي على استعداد لتقديم المساعدة لدول المنطقة في محاربة الارهاب الدولي .

وأوضح روحاني أنه تم القضاء على أسس تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية مشددا على أن أي وجود لقوات أجنبية على الاراضي السورية يجب أن يكون بموافقة الحكومة السورية .

وبين روحاني أن أولئك الذين أوجدوا الإرهاب قلقون لهزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي ويخشون عودة عناصره إلى بلدانهم لذا يحاولون زرع توتر آخر وزعزعة أمن المنطقة.

بدوره قال رئيس النظام التركي رجب أردوغان “إن لقاء سوتشي مهم من أجل نقاش الوضع في سورية وسنقوم باتخاذ قرارات تاريخية” مضيفا “وصلنا إلى نقطة جيدة لكن بالطبع ليست كافية وأتمنى أن يكون هذا الاجتماع وسيلة لإيجاد حلول للأزمة في سورية”.

وأشار أردوغان إلى أن اجتماعات استانا ادت الى نتائج ايجابية وملموسة على طريق حل الأزمة في سورية.

المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 23/11/2017)