عدوان النظام التركي على عفرين يهجّر آلاف المدنيين ويدمّر عشرات القرى والبلدات

صعّدت قوات النظام التركي ومرتزقته عدوانها على الأحياء السكنية ومنازل المواطنين في مدينة عفرين والقرى المحيطة بها ما تسبب بإصابة طفل بجروح بليغة وإلحاق دمار كبير بالممتلكات والبنى التحتية في خرق لقرار مجلس الأمن الدولي رقم «2401» القاضي بوقف الأعمال القتالية في سورية لمدة 30 يوماً.

وأفاد مراسل (سانا) في حلب بأن قوات النظام التركي قصفت بمختلف أنواع الأسلحة حي الأشرفية في مركز مدينة عفرين ما تسبب بإصابة طفل 14 عاماً بجروح ووقوع أضرار كبيرة في المنازل والمحال التجارية والبنى التحتية.

ولفت المراسل نقلاً عن مصادر طبية إلى أن الطفل الجريح أدخل إلى غرفة العناية المركزة نتيجة إصابته البليغة.

وأضاف المراسل: إن اشتباكات عنيفة تدور حالياً بين قوات النظام التركي ومرتزقته المدججين بالأسلحة الثقيلة مع اللجان الشعبية المدافعة عن عفرين في عدد من قرى ناحيتي معبطلي وجنديرس بالتزامن مع قصف جنوني ينفذه طيران النظام التركي وسلاح مدفعيته على المناطق السكنية والبساتين الزراعية ما ينذر بوقوع مجازر بحق المدنيين في المنطقة.

كما تركز العدوان التركي في الأسابيع الماضية على البلدات والقرى ثم انتقل إلى مركز مدينة عفرين ما ينذر بكارثة إنسانية حسب مصادر أهلية وطبية ولا سيما بعد استقبالها أكثر من 200 ألف مدني مهجر إليها مؤخراً الأمر الذي اضطر الآلاف منهم للهرب مرة أخرى إلى قرى وبلدات مجاورة.

وفي جولة له في مناطق عفرين رصد مراسل (سانا) حركة التهجير الكثيفة للأهالي الذين استخدموا مختلف أنواع المواصلات للفرار من عفرين إلى المناطق المحيطة بينما اضطرت الكثير من العائلات للسير على الأقدام للهروب من عدوان النظام التركي الذي استباح المناطق السكنية ودمرها ونكّل بأهلها في مراكز الإقامة المؤقتة.

مصادر أهلية في بلدتي نبل والزهراء قالت لمراسل (سانا): إن أكثر من 20 ألف مهجّر وصلوا إلى البلدتين في غضون الأيام القليلة الماضية حيث بادر الأهالي إلى استقبالهم وفتحوا العديد من المراكز لاستضافة العائلات الوافدة من عفرين ويقوم العديد من الشباب بمتابعة حالة العائلات وتوفير ما أمكن لها من الاحتياجات والخدمات.

واحتجاجاً على العدوان ندّد مواطنون سوريون وتشيك خلال وقفة احتجاجية مساء أمس الأول أمام وزارة الخارجية التشيكية بالعدوان الذي يشنه نظام رجب أردوغان على شمال سورية، مؤكدين أن القصف البربري التركي على مدينة عفرين يتسبب بسقوط المئات من الضحايا المدنيين وتدمير واسع للبنية التحتية للمدينة.

وقد طالب المشاركون في الوقفة التي نظمها نشطاء من مبادرة «لا للعنصرية.. ومن أجل التضامن الاشتراكي» بالتعاون مع حزب الخضر التشيكي تحت شعار «لنوقف الاعتداء التركي على عفرين» الحكومة التشيكية باستخدام جميع الوسائل السياسة التي لديها للإسهام في إنهاء عدوان النظام التركي وعدم السماح بتصدير السلاح التشيكي إلى أنقرة.

إلى ذلك أكدت الصحفيتان التشيكيتان ماركيتا كوتيلوفا و لينكا كليتسبيروفا أن النظام التركي يقوم بقتل المدنيين وحرق القرى بشكل همجي وسط صمت معيب من حلف «ناتو» الذي تتمتع تركيا بعضويته.

وأشارتا في رسائل مفتوحة وجّهت إلى مختلف القيادات السياسية التشيكية إلى أن نظام أردوغان يقوم منذ بداية الحرب على سورية بدعم المجموعات الإرهابية والمتطرفة وأن قنابله تسقط على المدنيين وعلى المدن ولذلك فإن من الواجب عدم إغلاق العيون أمام ما يجري.

كذلك انتقد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان عدوان النظام التركي على منطقة عفرين، مشيراً إلى أن مخاوف هذا النظام بشأن أمن حدوده لا تبرر على الإطلاق العدوان على عفرين.

ونقلت «أ ف ب» عن لودريان قوله أمام الجمعية الوطنية الفرنسية أمس: إذا كان القلق حيال الحدود شرعياً بالنسبة لتركيا فإن هذا لا يبرر على الإطلاق توغل القوات التركية في عمق منطقة عفرين ولا يبرر بأي حال عمليات عسكرية تعرض مدنيين للخطر وأن الوضع حرج.

        (المصدر: صحيفة تشرين السورية بتاريخ 12/03/2018)