مشاركة رئيس رومانيا كلاوس يوهانس في اجتماع المجلس الأوروبي

شارك رئيس رومانيا، السيد كلاوس يوهانيس في اجتماع المجلس الأوروبي الذي عُقد في بروكسل في الفترة 22-23 آذار 2018.

وكان على جدول أعمال المجلس عدد من القضايا ذات الصلة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، مثل السوق الموحدة، والسوق الموحدة الرقمية، واتحاد أسواق رأس المال، واتحاد الطاقة، الموسم الأوروبي، والعمود الأوروبي للحقوق الاجتماعية والضرائب في المجال الرقمي، وكذلك ومسائل السياسة التجارية للاتحاد الأوروبي،  مع التركيز على التدابير الأخيرة التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية لإدخال رسوم استيراد الفلاذ والألمنيوم. كما تمت مناقشة قضية غرب البلقان، ووضع العلاقات مع تركيا في ضوء قمة الاتحاد الأوروبي وتركيا في فارنا والهجوم بالنادة الكيمياوية الضارة للاعصاب في بريطانيا.

تم خلال الاجتماع الذي جرة بصيغة 27 تقييم نتائج محادثات المملكة المتحدة بشأن خروجها من الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالفترة الانتقالية التي طلبها الجانب البريطاني.  كما تم تبني المبادئ التوجيهية التي ستستند عليها المحادثات مع المملكة المتحدة حول العلاقات المستقبلية.

وفيما يتعلق بالتدابير التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعرب القادة الأوروبيون عن أسفهم إزاء عزم الإدارة الأمريكية بفرض تعريفات على واردات الفولاذ والألمنيوم بشكل أوحادي الجانب. ومن جهة أخرى تم الاخذ بالعلم بقرار الرئيس ترامب بإعفاء الاتحاد الأوروبي مؤقتا من تطبيق هذه التدابير حتى 1 أيار 2018. وأعلن رئيس رومانيا عن تأييده للتجارة الحرة وشدد على أن التدابير الحمائية لا تساعد التنمية العالمية.

وأظهر الرئيس كلاوس يوهانيس بأن الولايات المتحدة لا تزال حليفاً هاماً للاتحاد الأوروبي، وأعرب، جنباً إلى جنب قادة أوروبيين آخرين، عن اعتقادهم بأنه وكنتيجة للحوار الذي سيجرى حول هذا الموضوع بين المفوضية الأوروبية والإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي سوف يتم إعفاء الاتحاد وبشكل دائم من هذه التدابير.

وأكد القادة الأوروبيون على دعمهم الثابت للنظام التجاري المتعدد الأطراف على أساس القواعد كمحرك للنمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة وتشجيع وتسريع المفاوضات مع الشركاء والأطراف الآخرين، وخاصة مع المكسيك وميركوسور، من أجل الاتفاق على ترتيبات طموحة ومتوازنة التي ستؤدي إلى المنافع المتبادلة وستعكس بوضوح مصالح الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

أما فيما يتعلق بفرض الضرائب على الاقتصاد الرقمي، أبرز القادة الأوروبيون الحاجة إلى مواصلة المناقشات حول هذه القضية من أجل تحديد حلول عادلة وفعالة وقرروا استئناف هذه المسألة في المجلس الأوروبي الذي سيعقد في حزيران 2018.

وإشارةً إلى البعد الاجتماعي للاتحاد الأوروبي، أكد الرئيس الروماني الدعم لإنشاء العمود الأوروبي للحقوق الاجتماعية فيه فائدة حقيقية لجميع المواطنين الأوروبيين، مؤكدا أيضا على أنه ومن هذا المنظور فإن تنفيذ المبادئ والحقوق المنصوص عليها في الإعلان المشترك المؤسساتي  المصادق عليه على المستوى الأوروبي  يتطلب نهجاً شاملاً ومستداماً.

ودعا القادة الأوروبيين مؤخراً في سياق نشر المفوضية الأوروبية “حزمة العدالة الاجتماعية الأوروبية” للنظر في هذه المقترحات خلال اجتماع المجلس المقبل بما في ذلك تلك المتعلقة بإنشاء الهيئة الأوروبية للعمل.

وأكد الرئيس كلاوس يوهانيس على تأييد رومانيا للمضي قدماً في تنفيذ الاستراتيجيات المتفق عليها على المستوى الأوروبي في ما يتعلق بالسوق الموحدة، بما في ذلك الاستراتيجيات المتعلقة بالمجال الرقمي وأسواق رأس المال والطاقة.

وفيما يتعلق بالسوق الرقمية الموحدة أبرزت مناقشات القادة الأوروبيين الحاجة إلى الشبكات الاجتماعية والمنصات الرقمية لضمان الحماية الكاملة لخصوصية المواطنين وبياناتهم الشخصية. وسيناقش القادة الاوروبيون جميع هذه المواضيع في المستقبل القريب هذا الموضوع إلى جانب اعتماد المقترحات التشريعية في المجال الرقمي، وتشجيع البحث والابتكار، من خلال الذكاء الاصطناعي، وتطوير المهارات الرقمية.

كما أشار رئيس رومانيا إلى أن جميع الخطوات المتخذة ينبغي أن تهدف إلى خلق تقارب اقتصادي قوي وتلاحم اجتماعي أعمق في جميع أنحاء الاتحاد. كما أبرز الرئيس كلاوس يوهانس أهمية إزالة أي عوائق في السوق الموحدة.

وتم إيلاء اهتمام خاص للقضايا التي تتعلق بالسياسة الصناعية للاتحاد الأوروبي وأكد الرئيس الروماني على ضرورة تعزيز القاعدة الصناعية الأوروبية.

وفيما يتعلق بالمناقشات بشأن العلاقات الخارجية للاتحاد، شدد يوهانيس على أهمية الحفاظ على الحوار بين الاتحاد الأوروبي وتركيا الدي من شأنه ان يسهم في خلق الظروف اللازمة لتحقيق تطورات إيجابية في العلاقة مع تلك الدولة، والامتثال لجميع معايير إطار التعاون بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.

ورحب المجلس الأوروبي من خلال استنتاجاته بتنظيم قمة الاتحاد الأوروبي مع غرب البلقان (التي ستعقد في صوفيا، بلغاريا، في 17 أيار 2018) والتي من المنتظر أن يتم خلالها التأكيد على المنظور الأوروبي في المنطقة، وإطلاق مبادرات ملموسة لتحسين التواصل ومعالجة طرق التعاون في إدارة التحديات المشتركة مثل الأمن والهجرة.

وهناك مسألة أخرى تم ناقشها وهي الهجوم بالمادة الضارة للأعصاب الذي جرى مؤخراً في بريطانيا في سالزبوري وأدانه جميع القادة الأوروبيين وأعربوا عن تضامنهم مع بريطانيا. وأكد المجلس الأوروبي أن استخدام الأسلحة الكيميائية، بما في ذلك استخدام أي مواد كيميائية سامة كأسلحة في أي ظرف من الظروف، أمر غير مقبول تماماً ويجب أن يدان بشكل منهجي ودقيق، ويجب على الدول الأعضاء تنسيق بشأن الإجراءات الواجب اتخاذها وفق الردود التي سقدمتها السلطات الروسية.

وتم خلال الاجتماع تقييم نتائج مفاوضات خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي والفترة الانتقالية والتأمل الكامل في النص القانوني لاتفاق الانسحاب البريطاني من الجوانب الهامة المتفق عليها في المرحلة الأولى المفاوضات (حقوق المواطنين، الجوانب المالية، الحدود بين إيرلندا وأيرلندا الشمالية). واتفق القادة الأوروبيون على أن جميع الأهداف الهامة لولاية المفاوضين في الفترة الانتقالية قد تم الوفاء بها.

كما تم تبني المبادئ التوجيهية التي ستكون أساسًا للمناقشات مع المملكة المتحدة حول العلاقات المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. ووكما أكد الرئيس كلاوس يوهانيس في الاجتماعات السابقة، تهدف هذه المبادئ التوجيهية إلى تحديد شراكة وثيقة مع المملكة المتحدة في لمجالات ذات الاهتمام المشترك مثل التجارة، والأمن والدفاع والعلاقات الخارجية، بما في ذلك من حيث التنسيق في سياسة العقوبات، والتنقل.

وفيما يتعلق بمجال التنقل دعم الرئيس كلاوس يوهانيس بقوة على أهمية وجود نظام التأشيرات في المستقبل بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، يعتمد على مبدأ المعاملة بالمثل وغير تمييزي وتطبيق نفس القواعد فيما يتعلق بجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وأشار الرئيس يوهانيس إلى أن ومن منظور رومانيا، تعكس النتائج التي تم الحصول عليها حتى الآن وبشكل كبير الأهداف المحدودة وخاصة فيما يتعلق بحقوق المواطنين الرومان في المملكة المتحدة وبالجوانب المالية.

(المصدر: الموقع الإلكتروني للرئاسة الرومانيةpresidency.ro   بتاريخ 23/03/2018)