مع “السلطان” في قيادة دفة الحكم، قبل العاصفة

انتهت الانتخابات في تركيا دون أي مفاجآت. وفاز الرئيس أردوغان بولاية جديدة، وبعد الحسابات التي سمحت بها التعديلات الدستورية الجديدة التي تم تبنيها في عام 2017، يمكن أن يترشح ويدير تركيا حتى عام 2032. مع تسجيل تراجع ضئيل إلى حد ما للحزب الحاكم، لكن الائتلاف الذي أنشأه لا يزال لديها الاغلبية. وحاولت المعارضة الوصول إلى الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، لكنها فشلت. بدلاً من ذلك، نجحت في الحصول على تمثيل أوسع في البرلمان، وقبل كل شيء، في تقديم أمل بوجود بديل. وبعد ذلك، فإن الاحتمالات، خاصة من وجهة نظر اقتصادية، ليست متفائلة. والتحدي لرئيس الدولة الجديد والحكومة التركية، رجب طيب أردوغان، سيكون هنا بشكل خاص من الناحية الاقتصادية.

وسوف تظهر التدابير الأولى إذا كان الرئيس المنتخب سيستخدم صلاحيات واسعة لتعزيز نظام استبدادي أو أن يكون، كما طالبه خصمه، بأن يكون رئيساً لكل الأتراك. إن رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح بعض الشخصيات السياسية والإعلامية من السجون ربما هي بعض التدابير لتأكيد الرسالة التصالحية للوحدة الصادرة عن أردوغان بعد الانتخابات، لأنصاره في العاصمة التركية.

ومع ذلك، فالملفات الخارجية والاقتصادية هي الأكثر صعوبة:

– سيتعين على التعاون مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلف الناتو عبور عتبة الثقة المتبادلة.

– الشراكة بين تركيا وروسيا في البحر الأسود (غير الملحوظة جداً، ولكنها واضحة تماماً) وفي سورية (المؤكدة، وغير المتناسقة، في كثير من الأحيان مع العمليات البرية التي يقوم بها التحالف بقيادة الولايات المتحدة) وسيكون، مع ذلك، من الصعب عليه تقديم شرح لزملاء التحالف.

– السيطرة على تدفقات الهجرة إلى أوروبا هي مجال حساس. فالتغيرات السياسية التي حدثت في بعض الدول الأوروبية نتيجة لدخول اللاجئين السوريين من تركيا خلق علاقة جديدة مع أنقرة، وجاءت الحملة التي أجريت في الشتات التركي والتصويت واسع نطاق الموالي أردوغان، لتزيد العلاقة الجديدة تفاقماً.

– وصلت العلاقات المتوترة مع إسرائيل إلى مستوى اصبحت فيه الاهانات التي تبادلها الزعيمان مشخصنة.

– من الناحية الاقتصادية، التضخم، والبطالة، وخاصة بين الشباب، وانخفاض قيمة الليرة التركية هي القضايا الرئيسية التي تواجهه. في شهر أيار الماضي بلغ التضخم نسبة 12.2٪، والبطالة بين صفوف الشباب وصلت تقريباً إلى 20٪ وانخفاض قيمة الليرة التركية في الآونة الأخيرة سجل أدني المستويات، وفقط بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الأولية سجلت بعض الزيادات.

ومن الممكن أن براغماتية الرئيس أردوغان، التي لم تعد تحت الضغط الانتخابي، أن تظهر في الفترة المقبلة في التصريحات والقرارات بشأن العلاقات مع الشركاء الغربيين، ومع الولايات المتحدة، وفي المقام الأول في تحديد موقعه من الصراع في سورية، وإدارة القضية الكردية. وفي قمة حلف شمال الأطلسي في تموز، يمكن الكشف على الأقل عن بعض هذه المواقف والقرارات.

 (المصدر: مونيوتورول اباراري بتاريخ 26/6/2018)