شارك وزير الخارجية الرومانية السيد بوغدان أريسكو، يوم الجمعة بتاريخ 19 حزيران 2020، كضيف لمركز الأبحاث الأمريكي المرموق لتحليل السياسات الأوروبية (CEPA) في مناقشة عبر الإنترنت حول القضايا الأمنية الحالية في منطقة البحر الأسود والعلاقات عبر الأطلسي وتأثير مرض COVID-19.
وشكل الحدث فرصة لتنظيم حوار تفاعلي وديناميكي، حول القضايا الحالية ذات الاهتمام على جدول الأعمال عبر الأطلسي.
ورحب الوزير بوغدان أوريسكو بهذه المناسبة، بنشر أحدث تقرير لـ CEPA بعنوان “جناح واحد وتهديد واحد ووجود واحد – استراتيجية الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي” وهي أداة إضافية جوهرية لتسهيل فهم وتعميق المعرفة بالوضع الأمني في الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي، ودور الحلف في منطقة البحر الأسود. ويقدم التقرير عدداً من التوصيات ذات الأساس الجيد لإدارة تحديات المنطقة بفعالية، مثل ضمان التماسك الكامل بين الجناح الشمالي والجنوبي الشرقي، وتعزيز الردع والدفاع، وضمان مبادرة البحر الأسود من خلال تطوير استراتيجية متحالفة للدفاع عن منطقة البحر الأسود مثل تلك الموجودة في منطقة بحر البلطيق، ودعم شركاء الناتو في المنطقة. وشددت رومانيا مراراً على أهمية ضمان التماسك والطبيعة الشاملة لموقع الناتو الاستراتيجي على الجناح الشرقي، من خلال التوازن بين قوات الردع والدفاع بين الشمال والجنوب، مع مراعاة التطور المستمر للبيئة الأمنية في المنطقة.
وأشار الوزير الروماني إلى أنه على الرغم من تأثير الأزمة الصحية COVID19 والحاجة إلى التكيف مع واقعها، فإن الموقف الاستراتيجي لرومانيا لا يزال ثابتاً، ويمكن التنبؤ به ومرتبطاً بنظام من المبادئ والقيم التي تحددها المصالح الوطنية بشكل موضوعي وعضوية الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلنطي، ووضعه كشريك استراتيجي للولايات المتحدة وداعم قوي للروابط عبر الأطلسي.
وأشار الوزير بوغدان أوريسكو إلى أنه على الرغم من أن حقيقة الأزمة الحالية كانت واحدة من أكثر الأزمات تعقيداً وصعوبة في التاريخ الحديث، إلا أنه من الضروري أن يتكيف النشاط الدبلوماسي مع هذه التحديات غير المسبوقة، إلا أن السياسة الخارجية لرومانيا بقيت قائمة على نفس الركائز الثابتة التي تكمن وراء بنيتها – وضع الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في الناتو وهدف زيادة دور رومانيا في هذه المنظمات وزيادة جودة صورتها، وتطوير وتعميق الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، والتعلق العميق بمفهوم التعددية السياسية واحترام القانون الدولي. وأشار الوزير الروماني أيضاً إلى أن من أهم الدروس المستفادة من هذه الأزمة الوبائية: الحاجة إلى توسيع مفهوم الأمن القومي ليشمل القضايا المتعلقة بالصحة العامة ومرونة النظم الصحية، والحاجة إلى تعزيز درجة من الاستقلالية في إنتاج المعدات الطبية الهامة، وأهمية مكافحة المعلومات الخاطئة والأخبار الكاذبة، وكذلك الدور الرئيسي للتكنولوجيات الجديدة في العمل اليومي والحاجة إلى إيلاء المزيد من الاهتمام المبتكر لقضايا الاتصال.
وفيما يتعلق بمشروع الاستراتيجية الوطنية للدفاع عن رومانيا، وهي وثيقة لا تزال قيد المناقشة في البرلمان، أكد الوزير بوغدان أريسكو، رداً على الأسئلة المطروحة، أنها تتماشى مع المواقف الاستراتيجية للسياسة الخارجية والأمنية حتى الآن وأنها تقوم على اهتمامات مشروعة معروفة، وأنها مقدمة بشكل مستمر وشفاف ومتوقع على شواغل رومانيا، بشأن التأثير السلبي على استقرار وأمن تطورات منطقة البحر الأسود لعناصر مثل تسريع جهود العسكرة في المنطقة، أو وجود نزاعات مجمدة.
وأشار الوزير بوغدان أوريسكو أيضاً في هذا السياق إلى دعم رومانيا للمنظور الأوروبي لأوكرانيا، والمساعدة المستمرة التي يقدمها الطاقم الطبي والمعدات التي تقدمها الدولة الرومانية، لدعم مواطني هذه الدولة وجمهورية مولدوفا للحد من آثار وباء 19 COVID.
ِتمّت الترجمة في سفارة الجمهوريّة العربيّة السوريّة في بخارست نقلاً عن موقع الخارجية الرومانيّة