كلمة الرئيس الروماني السيد كلاوس يوهانيس خلال الاحتفالات بمناسبة يوم البحرية الرومانية

ألقى الرئيس الروماني السيد كلاوس يوهانيس يوم السبت بتاريخ 15/8/2020 في كونستانتسا كلمة خلال الاحتفالات بمناسبة يوم البحرية الرومانية، وفيما يلي نصها:

نحتفل اليوم، جنباً إلى جنب مع عيد انتقال السيدة العذراء، بيوم البحرية الرومانية، وهو أنسب مناسبة لإظهار تقديرنا لأولئك الذين يقومون بواجبهم في بحار ومحيطات العالم، تحت العلم الروماني ثلاثي الألوان ونعرب اليوم أيضاً عن عميق امتناننا لأبطال البحار، العسكريين والمدنيين، الذين يؤدون واجبهم.

إن الذكرى السنوية ليوم البحرية هي أيضاً احتفال للقوات البحرية الرومانية وشرطة الحدود والبحرية التجارية والمدن الساحلية.

وتم هذا العام وللأسف تقييد حجم الاحتفالات ومشاركة أولئك الذين يحبون القوات البحرية وذلك بسبب الإجراءات الوقائية اللازمة في السياق الناجم عن وباء COVID-19 الذي يؤثر علينا منذ بداية هذا العام.

إن الأزمة الناتجة عن الوباء هي اختبار صعب لقدرة الدول، ولكن أيضاً لكل واحد منا على التكيف، مع الإرادة للعمل المشترك، ومع واقع مختلف.

وتوضح لنا السرعة التي انتشر بها الوباء على مستوى العالم والآثار التي أحدثها في جميع مجالات النشاط تقريباً مدى تعقيد التحديات والتهديدات التي نواجهها وعدم القدرة على التنبؤ بها.

ومن الضروري تعزيز قدرتنا على التوقع والاستجابة المؤسسية، لتحديد الحلول الفعالة وتنفيذها بسرعة للاستجابة للصعوبات التي يمكن أن تولدها الأزمات من هذا الحجم اقتصادياً، واجتماعياً.

إنني أقدر الدعم الذي قدمته القوات البحرية لهياكل وزارة الداخلية ووزارة الصحة والسلطات المحلية، من خلال تقديم العناصر للدوريات وتوفير موظفين متخصصين في مختلف المجالات وتشغيل المستشفى العسكري في كونستانتا.

عززت رومانيا في السنوات الأخيرة مكانتها كحليف وفاعل إقليمي يشارك بنشاط في ضمان الأمن الأوروبي الأطلسي والأمن الدولي.

تتطلب التطورات في جوارنا الشرقي والتمركز على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي أن رومانيا تتخذ صورة أكثر نشاطاً من وجهة نظر سياسية ودبلوماسية واقتصادية في عملية توطيد الأمن الإقليمي.

وسيستمر تعزيز مكانة رومانيا كمحرك للاستقرار وتوفير الأمن الإقليمي، وهو أمر واقع بالفعل، من خلال التطبيق المتسق لخطوط السياسة الخارجية التي تم اختبارها في السنوات الأخيرة.

إن منطقة البحر الأسود هي منطقة ذات أهمية استراتيجية ليس فقط لرومانيا، ولكن لحلف الناتو والاتحاد الأوروبي أيضاً. لذلك، يجب أن يكون مكاناً آمناً ويمكن التنبؤ به، وهو ضروري للأمن القومي وأمن أوروبا وعبر المحيط الأطلسي.

لذلك سنواصل الجهود لتطوير موقف الدفاع الوطني وزيادة وجود الحلفاء في هياكل الناتو في رومانيا، مع زيادة كفاءة الجهود التي تبذلها الدولة الرومانية من أجل تعزيز الأمن القومي.

وتبقى أهدافنا في البحر الأسود نفسها، أي توطيد منطقة مستقرة وديمقراطية ومزدهرة في الجوار الشرقي، من خلال ربط منطقة البحر الأسود بقيم وعمليات التعاون الأوروبي والأوروبي – الأطلسي، وكذلك تعزيز التعاون الإقليمي والمشاريع التي تحقق فوائد ملموسة لمواطني رومانيا ودول المنطقة.

وتعد القوات البحرية الرومانية، التي يبلغ عمرها هذا العام 160 عاماً، جزءاً مهماً من الجيش الروماني، وتعمل مع رفاقها في الناتو لجعل البحار والمحيطات أكثر أماناً.

لكن مهام القوات البحرية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال نكران الذات ومشاركة البحارة، كونها معدات ضرورية عالية الأداء لتنفيذ المهام الموكلة إليهم، وعلى أعلى المستويات.

إن الجهود التي يبذلها البحارة للوفاء بمهامهم، في الظروف التي يرغبون فيها أفضل، تقول كل شيء عن تفانيهم وقدرتهم على التضحية.

إن تخصيص 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي لميزانية الدفاع وضمان توفير هذه الموارد طويلة المدى ابتداء من عام 2017، خلق الظروف اللازمة لتحديث الجيش الروماني، بما في ذلك القوات البحرية، وهو دافع ضروري لإحياء الصناعة الوطنية للدفاع.

ومن خلال برامج متماسكة متعددة السنوات سنوفر فرصاً لإعادة إطلاق الصناعة الرومانية.

كما أن المزيد من الموارد يعني ظروفاً أفضل للتدريب العسكري وأقرب ما يمكن إلى الحقائق الجديدة للنزاعات الحالية والمستقبلية.

وتقوم السفن الرومانية والأفراد المرتبطون بها بانتظام وباستمرار بتنفيذ مهام وتدريبات الناتو، بالإضافة إلى مهام أخرى متعددة الجنسيات في البحر الأسود.

نريد أن نرسل تهانينا للمشاركين في تمرين “Sea Breeze 20” متعدد الجنسيات الذي اختتم مؤخراً، وهو أحد أكبر التدريبات، وكذلك لجميع أعضاء أطقم السفن العسكرية التي ترفع العلم الروماني الذين شاركوا في المهام والتطبيقات مع السفن الأخرى لحلفائنا وشركائنا.

وأخيراً وليس آخراً، أود أن أهنئ أولئك الذين، من خلال نشاطهم في الميدان، يجعلون نشاط البحارة ممكناً في الأنهار والبحار والمحيطات.

أعزائي البحارة،

من خلال القسم الذي أقسمتموه، قطع كل واحد منكم وعداً رسمياً والتزم بحياة كريمة، ولكن أيضاً بالتضحية والحرمان.

ونشكرك على وطنيتكم واحترافكم، وكذلك على الطريقة التي تفون بها بمهامكم، وبالتالي تروجون، عبر البحار والبلدان ومن خلال سلوككم، للقيم والروح الرومانية.

أتمنى لكم الصحة والعافية ولأسركم، وأتمنى لكم كل التوفيق في هذا النشاط!

لتحميكم مريم العذراء، حامية البحرية الرومانية، أينما تبحرون بالعلم الروماني!

عيد سعيد للبحرية الرومانية وقواتها!”

ِتمّت الترجمة في سفارة الجمهوريّة العربيّة السوريّة في بخارست نقلاً عن موقع الرئاسة الرومانيّة