مشاركة وزير الخارجية بوغدان أوريسكو في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي

شارك وزير الخارجية الرومانية السيد بوغدان أوريسكو بتاريخ 21 حزيران 2021 في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (EAC) الذي عُقد في لوكسمبورغ.

وتناول وزراء الخارجية الأوروبيون في الاجتماع قضايا مثل آخر التطورات في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا ودور الاتحاد الأوروبي في عملية السلام في الشرق الأوسط والوضع في مالي ولبنان وإيران والعلاقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا وإثيوبيا. كما أجروا مناقشات حول التطورات في بيلاروسيا وتناولوا الغداء مع زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيهانوفسكايا. كما ركزت المحادثات أيضاً على أمريكا اللاتينية والعراق بما في ذلك تبادل غير رسمي لوجهات النظر مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين.

ورحب وزير الخارجية الرومانية السيد بوغدان أوريسكو خلال المناقشة حول الوضع في بيلاروسيا باعتماد الحزمة الرابعة من العقوبات التي تستهدف الأفراد والكيانات المتورطين في القمع كرد على استمرار الإجراءات غير المقبولة لنظام مينسك بما في ذلك الحادث الأخير الذي ينطوي على اختطاف طائرة مدنية من قبل شركة طيران تابعة للاتحاد الأوروبي. وشدد على الحاجة إلى نهج طموح للتبني السريع للعقوبات الاقتصادية ذات الصلة كرسالة سياسية قوية لنظام مينسك. ورحب المسؤول الروماني بنشر المفوضية الأوروبية للخطة الاقتصادية لبيلاروسيا الديمقراطية وهي فكرة اقترحتها رومانيا بالتوقيع المشترك من قبل الرئيس الروماني، السيد كلاوس يوهانيس، مع نظرائه من بولندا وليتوانيا، على رسالة في تشرين الأول 2020. وتمثل جميع إجراءات الاتحاد الأوروبي هذه رسالة واضحة لدعم شعب بيلاروسيا، بما في ذلك من خلال تنفيذ الخطة عند استيفاء الشروط. كما أشار الوزير أوريسكو إلى أهمية التنسيق المناسب بشأن العقوبات مع شركاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا.

وأشار الوزير أوريسكو في الوقت نفسه إلى الحاجة إلى إيلاء اهتمام خاص للعلاقة بين روسيا وبيلاروسيا، بالنظر إلى دعم موسكو لنظام مينسك، بما في ذلك في سياق النقاش حول العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا.

وخلال الاجتماع مع زعيم المعارضة في بيلاروسيا، تبادل الوزراء الأوروبيون وجهات النظر حول آخر التطورات في البلاد. وقدمت سفيتلانا تيهانوفسكايا اقتراحات حول كيف يمكن للغرب أن يدعم المعارضة والمجتمع المدني في بيلاروسيا. وأشار وزير الخارجية الروماني إلى مشاركة رومانيا في دعم المجتمع المدني والبيئة الجامعية من خلال دعم وسائل الإعلام المستقلة (من خلال المنحة الأوروبية للديمقراطية) وتقديم المنح الدراسية للطلاب البيلاروسيين المستبعدين من الدراسات لأسباب سياسية ودعا إلى الترويج المناسب للخطة الاقتصادية من أجل روسيا البيضاء الديمقراطية بما في ذلك من قبل المعارضة في تلك الدولة.

وأجرى الوزراء تبادلاً لوجهات النظر حول روسيا بناءً على البلاغ المشترك من المفوضية الأوروبية وخدمة العمل الخارجي الأوروبي المنشور استعداداً للمجلس الأوروبي في 24-25 حزيران. وأكد السيد بوغدان أوريسكو أنه من وجهة نظر رومانيا يجب أن تبقى المبادئ التوجيهية الخمسة للاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بروسيا والتي تم تأسيسها في عام 2016 أساس النهج الأوروبي، بما في ذلك المناقشات في المجلس الأوروبي هذا الأسبوع. وشدد الوزير أوريسكو على الحاجة إلى مخطط أوضح لدعم الاتحاد الأوروبي لزيادة مرونة شركاء الجوار الشرقي، من خلال تطوير تعاون أمني أوسع بما في ذلك كمتابعة طبيعية لاجتماع جيمنيتش بشأن النزاعات الطويلة الأمد (لشبونة 26-27 أيار) وهي مناقشة مدرجة بالفعل على جدول أعمال وزراء الخارجية الأوروبيين بمبادرة من وزير الخارجية الروماني.

ومن هذا المنظور، أشار الوزير بوغدان أوريسكو إلى الزيارة المشتركة التي سيقوم بها مع وزيري خارجية النمسا وليتوانيا في الفترة من 24 إلى 26 حزيران في أرمينيا وأذربيجان وجورجيا، بناءً على طلب الممثل السامي جوزيب بوريل كنتيجة مباشرة للنقاش حول الصراعات الطويلة الأمد في شهر أيار. وتهدف هذه الزيارة التي ستتم بمشاركة ممثلي دائرة العمل الخارجي الأوروبي، إلى تسليط الضوء على الأهمية التي يوليها الاتحاد الأوروبي لأمن واستقرار جنوب القوقاز وللتعبير عن عزم الاتحاد الأوروبي على تعزيز تسوية دائمة وشاملة للنزاعات التي طال أمدها.

وتركز النقاش حول العراق والحوار غير الرسمي مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين على قضايا التطورات الداخلية العراقية، مع التركيز على الانتخابات البرلمانية التي ستجرى هذا الخريف ووضع الإصلاحات والوضع الأمني والوضع الإقليمي ورحب الوزير بوغدان أوريسكو بجهود الحكومة العراقية لتنفيذ الإصلاح الذي يهدف إلى تعزيز سيادة القانون وتلبية تطلعات الشعب العراقي وشجع استمرار هذه الإصلاحات. وشدد على أهمية زيادة دعم الاتحاد الأوروبي لإرساء الديمقراطية والاستقرار في العراق وأعرب عن دعم رومانيا لتنظيم بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات بحيث تكون حرة ونزيهة وشاملة. وشدد على الأهمية الاستراتيجية للعراق لاستقرار المنطقة وأشار إلى مشاركة رومانيا المستمرة في دعم الجهود في هذا الصدد. كما شدد على ضرورة استمرار الاتحاد الأوروبي في مساعدة العراق في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها حالياً وكذلك دعم جهود القوات الأمنية العراقية في محاربة داعش وأشار إلى قرار رومانيا بزيادة مشاركتها في مهمة الناتو في العراق.

وأجرى الوزراء تبادلاً موجزاً لوجهات النظر حول تركيا وهو الموضوع الذي سيناقشه القادة الأوروبيون في المجلس الأوروبي يومي 24 و 25 حزيران. وأعربت رومانيا عن دعمها لمواصلة تطوير العلاقات مع تركيا بطريقة مرحلية ومتناسبة وفقاً لقرار القادة الأوروبيين في آذار 2021 وفي سياق التوافر الذي أظهرته أنقرة. وأشار في هذا الصدد إلى أنه يمكن النظر في استئناف الحوارات رفيعة المستوى في صيغ تتناول المجالات ذات الاهتمام المشترك والتعاون الاقتصادي وكذلك الاتصالات بين الناس.

وخلال المناقشات حول عملية السلام في الشرق الأوسط  تم تبادل وجهات النظر حول عمل الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي سفين كوبمانس وكذلك حول التطورات الأخيرة في المنطقة. وأعربت رومانيا عن دعمها لتفويض الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لأفريقيا ولجهوده لاستئناف عمل اللجنة الرباعية. وشدد على الحاجة إلى زيادة دور الاتحاد الأوروبي في عملية السلام على أساس موقف موحد فضلاً عن الجهود المستمرة لتعزيز تدابير بناء الثقة بين أطراف النزاع. كما أشار إلى حاجة الاتحاد الأوروبي لبدء التفاعل مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة بما في ذلك من خلال البرامج المقبلة لمجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل بالتزامن مع الشروع في المفاوضات بشأن اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وفلسطين.

وفيما يتعلق بمالي، أعرب الجانب الروماني عن قلقه بشأن التطورات المحلية المقلقة واعتبر أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون حازماً في امتثاله للسلطات المالية للشروط التي وضعتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا / ECOWAS. وأشار الوزير أوريسكو في الوقت نفسه إلى أنه ترأس في 11 حزيران  الاجتماع الاستثنائي لمجلس إدارة مجتمع الديمقراطيات (CoD) حول الوضع في جمهورية مالي، الدولة المؤسسة لمجلس الديمقراطية وعضو مجلس إدارة هذا المنتدى يقترح رد فعل حازم وعملي حول الانزلاق الديمقراطي في مالي.

وسلط النقاش الاستراتيجي حول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي الضوء على الحاجة إلى تجديد التزام الاتحاد الأوروبي بالنظر إلى آثار الوباء والاضطرابات السياسية والاجتماعية على المنطقة. وأظهرت رومانيا أنه في سياق التطورات العالمية الحالية يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز التزامه تجاه المنطقة وتكثيف التعاون الإقليمي والمتعدد الأطراف في مجالات مثل تغير المناخ والطاقة والتحول الأخضر وتعزيز الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، والرقمنة. كما يجب أن تصبح أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وهي منطقة ذات رؤى متشابهة بتلك الأوروبي إلى حد كبير، موضوعاً استراتيجياً للتقارب عبر الأطلسي، ويجب على الاتحاد الأوروبي تحديد أدوات الدعم الفعالة لمواجهة الاتجاهات مثل الاستبداد وتدهور سيادة القانون وحقوق الإنسان وتحسين الوضع الأمني. وسلطت رومانيا الضوء أيضاً على أهمية تعافي المنطقة بعد الجائحة سواء من خلال التدابير الاقتصادية أو المساعدة التقنية والمالية تحت رعاية فريق أوروبا أو من خلال البرامج الإرشادية متعددة السنوات ومن خلال تسهيل وصول المنطقة إلى لقاحات COVID. وأعرب عن دعمه لتوقيع أو تحديث اتفاقيات الاتحاد الأوروبي والمكسيك والاتحاد الأوروبي مع تشيلي والاتحاد الأوروبي مع الـ MERCOSUR من أجل دعم الانتعاش الاقتصادي في المنطقة.

 (المصدر: الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الرومانية mae.ro ، بتاريخ 21/06/2021)