شارك وزير الخارجية الرومانية السيد بوغدان أوريسكو، يوم الجمعة بتاريخ 18 حزيران 2021 في المنتدى الدبلوماسي في أنطاليا كمتحدث في حلقة نقاش بعنوان “عصر جديد في العلاقات عبر الأطلسي” إلى جانب نظيره البولندي زبيغنيو راو ووزير الخارجية الكرواتي جوردان غريليتش رادمان.
كما شارك في الجلسة وزير الخارجية الألماني الأسبق سيغمار غابرييل ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق مارك كيميت. إن دورة عام 2021 من منتدى أنطاليا الدبلوماسي حدث مرموق للمناقشات رفيعة المستوى حول العلاقات الدولية، بعنوان “الدبلوماسية المبتكرة: عصر جديد، مناهج جديدة”.
وقدم الوزير بوغدان أوريسكو في خطابه تقييمه للتطورات الملحوظة الأخيرة في تعزيز العلاقة عبر الأطلسي وأعاد التأكيد على القيم المشتركة والسعي الاستراتيجي لتحقيق المصالح الأمنية المشتركة، وخاصة في أعقاب الأحداث الرفيعة المستوى الأخيرة: قمة حلف الناتو وقمة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي واجتماع G7 أو قمة بايدن بوتين. وأشار إلى أن رومانيا، بصفتها شريكاً استراتيجياً للولايات المتحدة الأمريكية ودولة عضو في الاتحاد الأوروبي وحليف مخلص لحلف شمال الأطلسي، لديها دائماً هدف تعزيز العلاقات عبر الأطلسي في قلب إجراءات سياستها الخارجية.
وأعرب الوزير بوغدان أوريسكو عن تقديره لأهمية قمة الناتو في 14 حزيران 2021 التي عقدت في بروكسل حيث سلط الضوء على القرارات المهمة بشأن مستقبل الحلف ذات الأهمية الكبيرة لكل من رومانيا ولزيادة تعزيز وتحديث العلاقة عبر الأطلسي والأمن الأوروبي الأطلسي. وشدد الوزير الروماني في هذا السياق على الحاجة إلى تعزيز المرونة الاستراتيجية عبر الأطلسي.
كما أشار وزير الخارجية بوغدان أوريسكو إلى أهمية صيغة “بوخارست 9” (B9) مذكراً بنتائج قمة B9 التي استضافها الرئيس الروماني السيد كلاوس يوهانيس بتاريخ 10 أيار 2021 بمشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن. وسلط في هذا السياق الضوء على تقدير الرئيس بايدن – في خطابه في قمة الناتو – لأهمية قمة صيغة B9 التي نقل فيها رسالة عن التزام الولايات المتحدة القوي بأمن الحلفاء على الجناح الشرقي.
كما سلط الوزير أوريسكو الضوء على أهمية التعاون في الأشكال والصيغ الإقليمية مثل مبادرة البحار الثلاثة وهي منصة يمكن اعتبارها حافزاً حقيقياً للعلاقات عبر الأطلسي. ودعا الوزير أوريسكو إلى زيادة الوجود الاقتصادي الأمريكي في وسط وجنوب شرق أوروبا بالتزامن مع زيادة وجوده العسكري.
ووفقاً لوزير الخارجية بوجدان أوريسكو، ففإن توفر العلاقات عبر الأطلسي الأدوات اللازمة لإدارة التحديات الحالية بما في ذلك من خلال إعادة تأكيد الديمقراطية وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان باعتبارها الضامن الرئيسي للأمن والازدهار وكرامة الإنسان وبالتالي دعا إلى الوحدة والتعاون في الدفاع عن القيم والمصالح المشتركة وأعرب عن ثقته في أن الشراكة عبر الأطلسي التي تم تنشيطها يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على كيفية تكيف النظام الدولي مع السياق الحالي من خلال الإشارة إلى القيم الديمقراطية المشتركة.
وأشار الوزير أوريسكو في خطابه إلى أن الشراكة عبر الأطلسي هي شراكة تفترض مسبقاً وحدة الشريكين – ولا يمكن أن تواجه أي من الأطراف التحديات الدولية الحالية وحده وإن هذه الشراكة هي أولوية بذاتها كونها شراكة استراتيجية في المقام الأول بالنسبة لكلا الطرفين وذلك من المنظور الأمريكي وكذلك من منظور الاتحاد الأوروبي.
ويجب في الوقت نفسه النظر إلى العلاقة عبر الأطلسي بشكل أكثر تعقيداً بما في ذلك الجهات الفاعلة الأخرى – كندا وتركيا والمملكة المتحدة، وكذلك الجهود المبذولة في المنظمات الدولية مثل الناتو في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أو على المستوى الإقليمي مثل مبادرة البحار الثلاثة أو من خلال الشراكات الإستراتيجية الثنائية مثل الشراكة الرومانية الأمريكية التي تعتبر قوية للغاية. وأشار الوزير الروماني أيضاً إلى الحاجة إلى نهج متكامل بهذا الشأن وبالتالي، لا يمكن استبدال الناتو كمنظمة أساسية لضمان الأمن عبر المحيط الأطلسي. وفي الوقت نفسه وفي العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يمكن للاتحاد الأوروبي أن يساهم في التعافي بعد الوباء والنمو المستدام (الأخضر) وزيادة التجارة والاستثمار والتعاون التكنولوجي.
وأشار الوزير أوريسكو في هذا السياق إلى أن مفهوم الاستقلالية الاستراتيجية لا يبدو مناسباً لا سيما في مجال الدفاع والأمن كونه أكثر ملاءمة لمفهوم المرونة الاستراتيجية والذي يسمح بتقليل أو بالقضاء على الاعتماد على الجهات الفاعلة التي ليست متشابهة في التفكير فيما يتعلق القيم المشتركة بين الشركاء في العلاقة عبر الأطلسي – وهي مجتمع فريد من نوعه فيما يتعلق بالقيم والأمن.
(المصدر: الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الرومانية mae.ro ، بتاريخ 19/06/2021)