بيانٌ صحفيّ مشترك للرئيس الروماني والرئيسة المولدوفية أثناء زيارتها لبوخارست

أدلى الرئيس الروماني، كلاوس يوهانيس، ببيان صحفي مشترك مع الرئيسة المولدوفية، مايا ساندو، يوم الثلاثاء 23 تشرين الثاني 2021، في قصر كوتروشين.

وفيما يلي نص البيان الصحفي المشترك:

الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس:

عزيزتي الرئيسة ساندو، يسعدني جداً أن أستقبل زيارتك الرسمية اليوم هنا في بوخارست.

أجرينا هذا العام حواراً ثنائياً مكثفاً للغاية على جميع المستويات، قمت بزيارة إلى كيشيناو في 27 آب، ثم أجريت مناقشات مثمرة للغاية، وواصلت التعاون الوثيق مع الرئيسة قبل تولي المنصب وبعده.

كما قلت سابقاً، مع وجود حكومة جديدة وبرلمان جديد في كيشيناو، ستكون جهودنا المشتركة للإصلاح وتوطيد الديمقراطية وتحقيق نتائج لصالح مواطني جمهورية مولدوفا كبيرة جداً.

تم إحياء التعاون الحكومي والبرلماني، وعقد أعضاء السلطة التنفيذية اجتماعاتٍ عديدة ناقشوا فيها الأولويات القطاعية والتعاون المستمر وبوتيرة مكثفة.

كل هذا يدل على أننا نستفيد من فرص التعاون الثنائي المتعمق على المستويات الرئاسية والحكومية والبرلمانية، من أجل دفع جدول الأعمال الثنائي ومسار التكامل الأوروبي لجمهورية مولدوفا.

وبالإضافة إلى ذلك، أثبتنا أنه يمكننا العمل معاً بشكل فعال، وتقديم الدعم لبعضنا البعض في المواقف الصعبة، أود أن أشكر الرئيسة والسلطات والأطباء في جمهورية مولدوفا على المساعدة القيمة التي قدموها لنا مؤخراً، في اللحظات الصعبة التي نتجت عن جائحة COVID-19.

كما تعلمون، توجهت فرق من الأطباء والممرضات من جمهورية مولدوفا إلى رومانيا لمعالجة الواقع المأساوي بعد انتشار وباء كوفيد-19 مع زملائهم من رومانيا، وساهم جهد الطاقم الطبي من جمهورية مولدوفا في إنقاذ الأرواح، فلن ننسى هذه البادرة.

وفي محادثات اليوم مع الرئيسة ساندو، أكدتُ مرة أخرى أن جمهورية مولدوفا تتمتع بدعم ساحق ودائم ومتعدد الأطراف في بوخارست.

نحن جميعاُ ملتزمون بتعزيز الشراكة الاستراتيجية الثنائية من أجل التكامل الأوروبي لجمهورية مولدوفا ودفع عمليات الإصلاح إلى الأمام.

تتشارك رومانيا وجمهورية مولدوفا بعلاقات قوية للغاية – مجتمع اللغة والثقافة والتاريخ، نريد لجمهورية مولدوفا أن تتطور على نموذج أوروبي، لصالح مواطنيها.

ستبقى رومانيا أقرب صديق لجمهورية مولدوفا، لقد احترمنا دائماً الالتزامات التي تم التعهد بها لتحقيق المنفعة المباشرة للمواطنين وبذلنا جهوداُ متسقة لإبقاء جمهورية مولدوفا ضمن أولويات جدول أعمال الاتحاد الأوروبي، وكذلك فيما يتعلق بشركاء مهمين آخرين، مثل الولايات المتحدة.

لدينا جدول أعمال ثري للغاية للفترة المقبلة، لقد ناقشت اليوم مع الرئيسة جميع المجالات التي لدينا فيها مشاريع مشتركة ومؤثرة، لا سيما فيما يتعلق بالربط البيني للطاقة وتعزيز أمن الطاقة، وتطوير البنية التحتية للنقل، واحتمالات الاستمرار في تقديم مساعدة غير قابلة للاسترداد إلى جمهورية مولدوفا من خلال اتفاقية جديدة وتطوير الاتصالات والتعاون في مجال التعليم.

كما ناقشنا جدول الأعمال الأوروبي لجمهورية مولدوفا، بما في ذلك منظور قمة الشراكة الشرقية المستقبلية في كانون الأول، نريد أن ينتج عنه التزام قوي تجاه الشركاء الشرقيين الأكثر طموحاً وتقدماً في تنفيذ الإصلاحات، مثل جمهورية مولدوفا.

وفي الوقت نفسه، كانت قضية الأمن الإقليمي على جدول أعمال محادثات اليوم، نحن قلقون بشأن المناخ الأمني ​​في البحر الأسود.

أما فيما يتعلق بملف ترانسنيستريا، كررنا موقفنا المعروف: تؤيد رومانيا تسوية شاملة وسلمية ودائمة للصراع الترانسنيستري، وتحترم سيادة جمهورية مولدوفا وسلامتها الإقليمية، داخل حدودها المعترف بها دولياً ودون التأثير على مستقبلها الأوروبي.

لذلك، أمامنا جدول أعمال كثيف، مليء بالتحديات، ولكن أيضاً بالفرص، لقد أظهرت رومانيا أنها لا تزال قريبة بشكل دائم من جمهورية مولدوفا وأنا مقتنع بأننا معاً، من خلال جهودنا المشتركة، سنعمل على دفع جدول الأعمال الأوروبي والإصلاحات إلى الأمام.

سيدتي الرئيسة ساندو، أعطي الكلمة لكِ.

الرئيسة المولدوفية مايا ساندو:

عزيزي الرئيس كلاوس يوهانيس، يسعدني أن أكون في بوخارست اليوم، مع العديد من الزملاء، ويسعدني أنني تمكنت من القيام بهذه الزيارة في السنة الأولى من ولايتي، كتأكيد إضافي للعلاقة الخاصة بين جمهورية مولدوفا ورومانيا.

في 29 كانون الأول 2020، كنتَ أول رئيس دولة يكرمنا بحضوره إلى كيشيناو، بعد الانتخابات الرئاسية مباشرة، وأعلنا بعد ذلك، في إعلان مشترك، أنه بعد فترة طويلة من العلاقات الباردة، تعود كيشيناو وبوخارست إلى علاقة طبيعية وأخوية ومنفتحة، إننا مقبلون على مرحلة جديدة في التعاون الثنائي، والعمل معاً لتحقيق الأهداف المشتركة.

في عام 2021، لطالما شعرت جمهورية مولدوفا بوقوف رومانيا بجانبها، مما ساعدنا على تجاوز الأزمات بسهولة أكبر، وأيضاً للبدء في بناء مستقبل أفضل.

وبفضل رومانيا – ونتيجة للمناقشات التي أجريتها معكم في كانون الأول في كيشيناو – تلقت جمهورية مولدوفا أول تبرعات من لقاح مضاد لفيروس Covid-19، وأتاحت لنا التبرعات لبدء عملية التطعيم في وقت مبكر من بداية شهر آذار وإنقاذ آلاف الأرواح.

اليوم، مع تقديم أكثر من 500 ألف جرعة مجانية، تعد رومانيا أكبر مانح للقاحات بالنسبة لنا، كما يتم تزويدنا بالملايين من المعدات الوقائية، وفي ربيع عام 2020، جاء الأطباء الرومانيون للعمل جنباً إلى جنب مع زملائهم من جمهورية مولدوفا، في أقسام الـ COVID المليئة بالمرضى، ويسعدني أننا تمكنا من رد الجميل، هذا الخريف، ببادرة تضامن مماثلة.

وبفضل رومانيا أيضاً، تلقى مزارعونا في الربيع 6000 طناً من الديزل ” المازوت”، مما ساعدهم على التعامل بسهولة أكبر مع عواقب الجفاف في عام 2020، وفي خريف هذا العام، في خضم أزمة الطاقة، جاءت الحكومة الرومانية إلى منطقتنا من أجل المساعدة، فنيابة عن جميع مواطني جمهورية مولدوفا، أشكركم على هذه المساعدة الهامة.

كانت رومانيا ولا تزال داعماً راسخاً لنا في المجالات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية والثقافية والتعليمية، ويشعر مواطنونا بالدعم المقدم من جميع الجوانب – رياض الأطفال والمباني الثقافية على المستوى الوطني، التي تم تجديدها أو بناؤها من الصفر، بالإضافة إلى الحافلات مدرسية التي تبرعت بها رومانيا، والبرامج الثقافية والتبادلات الأكاديمية ودعم وسائل الإعلام والمجتمع المدني، كما احتفلنا معاً بمرور 100 عام على المسرح الوطني في كيشيناو، وبالتالي أكدنا على الوحدة الثقافية والتاريخية واللغوية بين بلدينا.

أيضاً، الاستثمارات الرومانية في جمهورية مولدوفا لها أهمية خاصة، إذ تفتح السوق الرومانية لمنتجينا، وكانت رومانيا، لسنوات عديدة، أهم شريك تجاري لنا، وتذهب معظم صادراتنا إلى رومانيا.

 نريد حقاً أن تنمو هذه الشراكة، وسنحرص، بما في ذلك من خلال الإصلاحات القضائية، على جعل جمهورية مولدوفا مكاناً آمناً وجذاباً للاستثمار.

أريد هنا أن أبعث برسالة إلى المستثمرين الرومانيين: جمهورية مولدوفا آخذة في التغير، وستصبح دولتنا أكثر كفاءة وشفافية وأكثر صداقة للأعمال التجارية، لذلك نحن في انتظار قدومكم إلى جمهورية مولدوفا.

على مر السنين، قامت كيشيناو وبوخارست بعمل الكثير من الأشياء الجيدة معاً وأنا مقتنعة بأنه يمكننا فعل المزيد، أنا اليوم في بوخارست لإعادة تأكيد هذه العلاقة المتسقة بين بلدينا ولتحديد أهداف جديدة للتعاون الثنائي.

وبهذه المناسبة، أود أن أرحب بحقيقة أن وزيري خارجية بلدينا قد وقعا اليوم خارطة طريق جديدة بشأن المجالات ذات الأولوية للتعاون بين جمهورية مولدوفا ورومانيا، وبالتالي فإننا نشهد إعادة إطلاق العديد من المشاريع الاستراتيجية.

كما أرحب بتوقيع وزيرا التعليم على اتفاقية الاعتراف المتبادل بالدبلومات والشهادات والألقاب العلمية، إنها وثيقة طال انتظارها من قبل خريجي جمهورية مولدوفا.

ويتمثل أحد الجوانب المهمة، التي يعتمد عليها مستقبل جمهورية مولدوفا، في أمن الطاقة، وفي هذا السياق، نرحب باستكمال خط أنابيب الغاز ياش – أونغيني – كيشيناو، واعتباراُ من 1 تشرين الأول، بدأ تشغيله وأثبت فائدته في أزمة الطاقة.

الأولوية التالية على جدول أعمالنا المشترك هي الربط بين أنظمة الكهرباء – وهو مشروع استراتيجي لجمهورية مولدوفا.

مشروع آخر مهم للغاية بالنسبة لنا هو بناء جسر بري فوق بروت، سوف يربطنا بسهولة أكبر بكل من ياش والطريق السريع الذي يربط شرق رومانيا بالاتحاد الأوروبي، تمت صياغة مسودة الاتفاقية من قبل الجانب الروماني ونأمل أن نتحرك بسرعة فيما يتعلق ببناء أو تجديد الجسور الأخرى عبر نهر بروت – وذلك لصالح الاقتصاد لكلا البلدين.

لدينا فرصة فريدة للتحرك بسرعة في تنفيذ هذه، بالإضافة لمشاريع أخرى ذات أهمية كبرى لجمهورية مولدوفا والتي ستقربنا أكثر ونحن مقتنعون بأننا سننجح.

كما لدينا تعاون جيد للغاية بين جمهورية مولدوفا ورومانيا وهناك الكثير من الانفتاح من جانب السلطات من كلا البلدين لهذه العلاقة لتحقيق الفوائد لمواطنينا، ولدينا كل النفوذ لبناء شراكة قوية وذات منفعة متبادلة من شأنها أن تساعدنا في التغلب على الأزمة الصحية والأزمة الاقتصادية الناتجة عن الوباء، وستوفر حلولاً لمشاكل الناس، وتخلق فرصاً للنمو وتقربنا أكثر.

من الآن فصاعداً، نعتمد على دعم رومانيا على المستوى الثنائي، وأيضاً على صوتها المهم داخل الاتحاد الأوروبي، فالتكامل الأوروبي هو هدف رئيسي لجمهورية مولدوفا، ويمكننا تحقيقه بدعم من أصدقائنا في بوخارست، وستساعدنا الشراكة الإستراتيجية للتكامل الأوروبي بين جمهورية مولدوفا ورومانيا على تحقيق هذا الهدف بشكل أسرع، لصالح مواطنينا.

نحن في لحظة فريدة من وجهة نظر سياسية في كيشيناو، ومن بوخارست لدينا رسالة دعم قوية لجمهورية مولدوفا، هناك جميع المتطلبات الأساسية للحصول على نتائج تاريخية في علاقتنا وللأعوام القادمة لنكون الأفضل والأكثر نجاحاً في العلاقة بين بلدينا.

شكرا لكم!

(المصدر: الرئاسة الرومانية، بتاريخ 23 تشرين الثاني 2021)