كلمة الرئيس الروماني بمناسبة زيارة اللواء الجنوبي الشرقي التابع لوزارة الدفاع في كرايوفا

 

ألقى الرئيس الروماني السيد كلاوس يوهانيس، كلمة يوم الخميس 10 شباط 2022، بمناسبة زيارته لكتيبة المشاة26 Neagoe Basarab التابعة للواء جنوبي شرق كرايوفا في مقاطعة دولج.

وجاء في نص الخطاب:

سيداتي وسادتي، يسعدني أن أعود إلى كرايوفا اليوم وأن أكون مع جنود اللواء الجنوبي الشرقي متعدد الجنسيات مرة أخرى، الوحدة الثانية لحلف شمال الأطلسي التي تم إنشاؤها في بلدنا، بعد الزيارة الأولى في تشرين الأول 2017 مع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ.

منذ بداية ولايتي الأولى كرئيس لرومانيا، شاركت بشكل مباشر في الجهد الوطني لتعزيز وجود الحلفاء في رومانيا ومنطقة البحر الأسود، وبالتالي، وبعد جهودنا المكثفة والمتسقة على المستوى السياسي – الدبلوماسي، والتي نسقناها عن كثب، تمكنا من تحقيق إدراك الحلف أن أمن منطقة البحر الأسود جزء لا يتجزأ وأساسي من الأمن الأوروبي الأطلسي.

وبشكل ملموس، في السنوات السبع الماضية، انعكس هذا الجهد في سلسلة من النتائج الرائعة من وجهة نظر دبلوماسية وعسكرية، ففي عام 2015، أنشأنا، في بوخارست، وحدة الناتو لتكامل القوات والقيادة المتعددة الجنسيات للفرقة الجنوبية الشرقية، وهي هياكل تشكل جزءاً مهماً من إجراءات إعادة التأمين، ثم لاحقاً للردع والدفاع عن الجناح الشرقي.

وفي الواقع، بعد ضم روسيا غير القانوني لشبه جزيرة القرم، بدأنا عملية واسعة ومعقدة للتكيف السياسي والعسكري لحلف الناتو مع بيئة أمنية تتميز بالتحديات الجديدة والسلوك العدواني المتزايد لروسيا في المنطقة، ورومانيا ملتزمة التزاماً عميقاً بهذه المساعي.

واصلنا إنشاء القيادة المتعددة الجنسيات للواء الجنوب الشرقي هنا، في كرايوفا، نتيجة لقرارنا المشترك والحازم، كحلفاء، لتعزيز الدفاع على الجناح الشرقي لحلف الناتو من خلال إنشاء وجود حليف متطور ومكيف.

ويعكس هذا الهيكل، بالإضافة إلى تلك المذكورة أعلاه، وقيادة الفيلق متعدد الجنسيات، الذي تم إنشاؤه مؤخراً في سيبيو، تصميم رومانيا وحلفائها وحلف شمال الأطلسي ككل على العمل معاً، في تضامن ووحدة كاملة، لتعزيز موقف الردع.

وفي الفترة القصيرة نسبياً منذ إنشاء هياكل الناتو هذه في رومانيا، أحرزنا تقدماً كبيراً في زيادة القدرة التشغيلية وقابلية التشغيل البيني للقوات الرومانية مع قوات حلفائنا.

إن حلف شمال الأطلسي يعزز ويضمن الدفاع الجماعي للدول الأعضاء ومواطنيها، ويدافع عن القيم الديمقراطية، ويسهل التعاون والتشاور بين الحلفاء بشأن قضايا الدفاع والأمن ويمنع النزاعات، واللواء الجنوبي الشرقي متعدد الجنسيات جزء من هذا.

هذا هو السبب في أن الناتو هو بلا شك أقوى ضمان أمني لرومانيا، وهو جانب مهم للغاية، لا سيما في ظروف تفاقم المخاطر والتهديدات والتحديات التي تواجه الأمن الأوروبي.

وبقدر ما نشعر بالقلق، ستفي رومانيا بجميع التزاماتها، مما يساهم في تعزيز مكانة الناتو كأقوى تحالف دفاعي جماعي وأكثره فعالية في التاريخ.

كما تثبت التطورات الأمنية الحالية في جوارنا المباشر، مرة أخرى، أن الإجراءات التي اتخذها الناتو ضرورية، ورومانيا بدورها مصممة على الوفاء بالتزاماتها، وفقاً للقرارات المتخذة داخل الحلف، ومن هذا المنظور، فإن دور اللواء الجنوبي الشرقي متعدد الجنسيات مهم للغاية في ضمان أمن منطقة البحر الأسود.

إن القرارات الأخيرة التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، وهما حليفان قويان وشريكان استراتيجيان لنا، لضمان وجود عسكري ملموس في رومانيا، هي إشارة قوية على تماسك واتساق التضامن الأوروبي الأطلسي.

كما أود أن أرحب بالتزام بولندا القوي والجوهري لبلدنا منذ إنشاء هذا الهيكل متعدد الجنسيات.

إذ تمثل القوات البولندية الموجودة في بلدنا، إلى جانب القوات الرومانية في بولندا، تعبيراً ملموساً عن الشراكة الاستراتيجية القيمة للغاية بين بوخارست ووارسو.

وستعمل رومانيا على تحديث قدراتها العسكرية بشكل أكبر وتطوير هيكل القوة، مع إيلاء اهتمام خاص لتحسين تدريب قواتها المسلحة، من خلال التدريبات العسكرية التي يتم إجراؤها في إطار الحلفاء.

ويبقى الالتزام بتخصيص 2٪ على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع في الفترة المقبلة دون تغيير، مما سيؤدي إلى زيادة مستمرة في القدرة الدفاعية لبلدنا.

ومن خلال جهودنا الخاصة في الجيش ومن خلال مشاركة حلفائنا في الهياكل متعددة الجنسيات التي تم إنشاؤها في السنوات الأخيرة في بلدنا، نعطي الاتساق لملف رومانيا كركيزة للاستقرار والأمن على المستوى الإقليمي والتكيف مع المواقف المتطورة باستمرار.

وفي الوقت نفسه، نحن مهتمون بتعزيز استجابة ومرونة المؤسسات العامة، وسط تحديات أمنية مكثفة من جميع الأنواع وفي جميع البيئات.

وفي هذا السياق، يتسم التعاون التكميلي المعزز بين الناتو والاتحاد الأوروبي في مجال الأمن بأهمية خاصة، وإن تضافر جهود المنظمتين يجلب بالتأكيد قيمة مضافة لأمن بلدنا وأوروبا، بالطبع، من خلال تجنب أي ازدواجية والبدء من الدور ذي الأولوية للحلف في مجال الدفاع.

عزيزي العسكري، شكراً لجهودك واحترافك في العملية التدريبية، وكذلك في المهمات متعددة الجنسيات التي تشارك فيها!

إنني أحثكم على مواصلة الاستعداد بنفس العزم والتفاني للمهمة النبيلة المتمثلة في الدفاع عن رومانيا والمنطقة الأوروبية الأطلسية.

وأود أيضاً أن أشكر حلفاءنا في الناتو الذين يساهمون في الهياكل متعددة الجنسيات في رومانيا، وأدعو أيضاً الدول الحليفة الأخرى للنظر في المساهمات مع القوات الوطنية في هذه الهياكل.

أتمنى لكم كل الصحة والتوفيق!

(المصدر: الرئاسة الرومانية، بتاريخ 10-2-2022)