سفير رومانيا في كيشيناو: “لدى جمهورية مولدوفا فرصة لتعود بطلاً للشراكة الشرقية”  

“يجب على جمهورية مولدوفا أن تستفيد بالكامل من الوضع القائم، مع وجود فرصة جيدة جدا لإثبات أن لديها القدرة على استعادة بطولة الشراكة الشرقية. ولا يمكن تحقيق هذا الأداء إلا من خلال الجدية والعمل والالتزام “.  جاء هذا التصريح في مقابلة حصرية لراديو فرنسا الدولي مع دانيال يونيتسا سفير رومانيا في جمهورية مولدوفا، قبل انعقاد قمة الشراكة الشرقية الخامسة في بروكسل في 24 تشرين الثاني.

ويقول السفير الروماني في مولدوفا، دانيال يونيتسا لمحطة راديو فرنسا الدولي:”أنا مقتنع بأن نتائج هذا الحدث الهام ستكون قابلة للقراءة على الأقل من خلال مفتاح تفسير مزدوج. وسوف يكون البعض سعداء جداً، والبعض الآخر لربما سيكون لديهم الدافع لما يقال هناك، بأن يستمروا في الاقتراب من الاتحاد الأوروبي. وإذا كنا نتحدث عن جمهورية مولدوفا فهناك المجالات التي تم إحراز تقدم مهم فيها ومجالات تحتاج إلى احراز التقدم من أجل الحصول على مزيد من الثقة في المسار الأوروبي، وذلك لإعطاء الجميع الثقة، والتي بدونها لا يمكنك بناء صرح دائم “.

وقال الدبلوماسي في بوخارست: “القضايا الحساسة معروفة جيداً، على سبيل المثال، مكافحة الفساد تتطلب العدالة الصحيحة. نحن جميعا بحاجة إلى أن ندرك، بما في ذلك شركاء التنمية، وكذلك أيضاً المواطنين المولدوفيين أن الأمور لا تحدث بين عشية وضحاها هنا. وقد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً، وهناك حاجة إلى الصبر، وهناك حاجة للوقت كي يتم تنفيذ القوانين الجيدة جداً التي اعتمدت. هذا هو السبب في أنك تحتاج ليس فقط إلى الإجراءات، ولكن تحتاج أيضاً إلى الناس الذين يتحملون المسؤولية عن هذه المهام. ولا يمكن تحقيق العدالة بدون الناس، حتى لو أردنا نحن الحديث عن هذه الأمور. هذه الجهود يمكن أن تكون ذات مصداقية فقط لفترة أطول من الزمن “.

ويرى السفير أن هناك حاجة إلى تواصل أكثر فعالية مع المواطنين حتى يتمكنوا من فهم أفضل لكل ما يحدث في جمهورية مولدوفا: ” يجب العثور على الكلمات المناسبة للوصول إلى قلب وعقول المواطنين. فإنه من السهل تبليغ بعض الأرقام، ولكن من الناحية العملية فإن الناس بحاجة إلى الخبز على المائدة وليس إلى الأرقام. وهنا، يتعين على السلطات المركزية أن تعمل. ولعل الشركاء الدوليين ينبغي أن يكونوا أكثر حضورا وأكثر صراحة، بما في ذلك رومانيا. وفي الوقت نفسه، أعتقد أنه ينبغي أن تكون فوائد الاقتراب من الاتحاد الأوروبي مدركة تماماً لجميع المواطنين المولدوفيين”.

كما قال دانيال يونيتسا: “أعتقد أنه في جمهورية مولدوفا من المبكر جداً، فهم وإدراك مدى أهمية الخطوات التي اتخذت في مولدوفا في السنوات الأخيرة. حيث يمكن للمواطنين المولدوفيين السفر بدون تأشيرات إلى الاتحاد الأوروبي. فقبل خمس سنوات، كان ذلك مجرد حلم. الآن، هذا الواقع تأخذه كأمر طبيعي. ومثال آخر هو الصادرات. فهي إلى حد كبير إلى الفضاء الأوروبي. ومن الواضح أن الاقتصاد المولدوفي نما من هذه الصادرات. لكي نكون واضحين فإن جمهورية مولدوفا تصدر إلى الاتحاد الأوروبي أكثر مما تستورد من الاتحاد الأوروبي، فجمهورية مولدوفا تحتاج أولاً إلى فضاء الاتحاد الأوروبي وليس العكس “.

ورداً على سؤال عما يمكن أن تقوم به السلطات المولدوفية لتحسين صورة جمهورية مولدوفا في الخارج، قال السفير الروماني في كيشيناو: “هناك أدوات متوفرة لدى السلطات وهذه الأدوات متصلة حصراً بالتعهدات والالتزامات مثل اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وأحكام اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وجمهورية مولدوفا، وأجندة الإصلاح وأيضا برنامج الإصلاح الذي هو، من جهة، برنامج عمل البرلمان، ومن ناحية أخرى، هو أداة من خلالها يمكن للحكومة لضمان حكم مستقر”.

                                                            (المصدر: راديو فرنسا الدولي بتاريخ 21/11/2017)